Loading

وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا

من مقتضى الحكمة الإلهية أن الله تبارك وتعالى يبتلي الإنسان في أي من جوانب حياته ليختبره ويقيس إيمانه ومدى تحمله وصبره على قضائه وقدره وابتلائه . فإذا كان ممن إذا ابتلوا صبروا وهو ما نعنيه في هذا الموضوع فنعم الجزاء الجنة كما في قوله تعالى ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) وقوله تعالى( أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ) أما في حالة العكس من الصخب والجزع ولطم الخدود فبئس ما يجنيه المرء من سلوكه الخسارة والندم , جاء في الحديث قول الرسول ( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط والعياذ بالله ) لذا علينا أن ندرك تماماً بأن الابتلاء نعمة من الله على عباده وأنه كلما اشتد على العبد المسلم وزاد عليه كلما زاد معه الأجر كما في الحديث أن عظم الجزاء مع عظم البلاء … إلى جانب ما في الصبر عليه وتحمله من تكفير للذنوب ما لم تكن كبيرة قال  في هذا المعنى: ما يصاب الملم من نصب ولا وصب ولا ضرن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاركها إلا كفر الله بها من خطاياه. والنصب والوصب: التعب وسئل الرسول في حديث آخر: أي الناس أشد بلاءً ؟ فقال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة، ولعله من المؤسف جداً في زماننا هذا بأن البعض منا عندما يبتليه الله بنائبة من نوائب الحياة من مرض أو غيره تراه يتذمر أو يتشكى أحياناً أو يصخب أو يجزع أحياناً آخراً أو أنه يعمد إلى سلوك أشد إساءة على الذات من باب تخليص النفس من كدر الحياة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النقص الإيماني لمثل هذا الإنسان كما في قوله تعالى ( سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ) وقوله تعالى ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) أخي المُبتلى: لا نعتقد أنك لم تقرأ عن سيرة الأنبياء والرسل كما أوردها القرآن الكريم أو تسمع عن أحوالهم وكيف كانوا يكابدون الحياة بألوانٍ من الابتلاءات المتعددة، وكيف صبروا عليها واحتسبوا أجرها عند الله في الوقت الذي لا نعتقد فيه أيضاً أنك بمنأى عن قصة نبي الله أيوب عليه السلام وهو من بين هؤلاء الأنبياء والرسل وكيف تجرع مرارة الحياة من خلال ما أبتلي به من مرض خطير شمل سائر جسده باستثناء قلبه ولسانه ليكون بذلك أسير هذا المرض لسنوات من عمره كان من شأنه أن شل حركته وأقعده عن القيام بواجباته ومهامه الحياتية، بل وابتعد الناس من حوله والجلوس معه لخوفهم من العدوى ولرائحته الكريهة، ومع هذا لم يشكو للناس حالته أو يجزع لما أصابه من منغصات الحياة أو ييأس من حياته فيحبسها عن ذكر الله وطاعته وإنما لجأ إلى ربه واثقاً به ومؤمناً بقضائه وقدره وأنه هو الواحد الأحد كاشف الضر ومفرج الكربات سبحانه وتعالى، فماذا قال أيوب وقد أخذ المرض منه مأخذه ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ولم يقل أعياني المرض أو أهلكني المرض أو طفشني المرض أو ما شابه ذلك وإنما قال مسني . وكأن المرض الذي مكث في لعشرات السنين ما هو إلا مرض خفيف وبسيط كما يفهم من كلمة “مسني” فيجيبه سبحانه وتعالى قائلاً ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ) ولما كان أيوب من الصالحين الصابرين فقد أثنى عليه رب الأرباب ومسبب الأسباب ومقدرها بانه وتعالى بقوله كما في كتاب الله العزيز( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) هكذا كان أيوب وغيره من الأنبياء والصالحين مع الله في البأساء والضراء وفي الرخاء والشدة وهكذا ينبغي أن نكون في وقت كثرت فيه الفتن والمحن والحروب والظلم وتعددت فيه الأمراض والمصائب وهوى النفس ومزالق الشيطان. فما أجمل الحياة ونحن نعيشها مع الله بقلب مؤمن وصادق وراسخ وما أجملنا لو كنا كذلك والوقار على محيانا والعمل الصالح يدغدغ مشاعرنا بهجةً وسروراً

وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا

من مقتضى الحكمة الإلهية أن الله تبارك وتعالى يبتلي الإنسان في أي من جوانب حياته ليختبره ويقيس إيمانه ومدى تحمله وصبره على قضائه وقدره وابتلائه . فإذا كان ممن إذا ابتلوا صبروا وهو ما نعنيه في هذا الموضوع فنعم الجزاء الجنة كما في قوله تعالى ( وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا ) وقوله تعالى( أُولَٰئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا ) أما في حالة العكس من الصخب والجزع ولطم الخدود فبئس ما يجنيه المرء من سلوكه الخسارة والندم , جاء في الحديث قول الرسول ( إذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضى ومن سخط فعليه السخط والعياذ بالله ) لذا علينا أن ندرك تماماً بأن الابتلاء نعمة من الله على عباده وأنه كلما اشتد على العبد المسلم وزاد عليه كلما زاد معه الأجر كما في الحديث أن عظم الجزاء مع عظم البلاء … إلى جانب ما في الصبر عليه وتحمله من تكفير للذنوب ما لم تكن كبيرة قال  في هذا المعنى: ما يصاب الملم من نصب ولا وصب ولا ضرن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاركها إلا كفر الله بها من خطاياه. والنصب والوصب: التعب وسئل الرسول في حديث آخر: أي الناس أشد بلاءً ؟ فقال: الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض وليس عليه خطيئة، ولعله من المؤسف جداً في زماننا هذا بأن البعض منا عندما يبتليه الله بنائبة من نوائب الحياة من مرض أو غيره تراه يتذمر أو يتشكى أحياناً أو يصخب أو يجزع أحياناً آخراً أو أنه يعمد إلى سلوك أشد إساءة على الذات من باب تخليص النفس من كدر الحياة. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على النقص الإيماني لمثل هذا الإنسان كما في قوله تعالى ( سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ ) وقوله تعالى ( وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) أخي المُبتلى: لا نعتقد أنك لم تقرأ عن سيرة الأنبياء والرسل كما أوردها القرآن الكريم أو تسمع عن أحوالهم وكيف كانوا يكابدون الحياة بألوانٍ من الابتلاءات المتعددة، وكيف صبروا عليها واحتسبوا أجرها عند الله في الوقت الذي لا نعتقد فيه أيضاً أنك بمنأى عن قصة نبي الله أيوب عليه السلام وهو من بين هؤلاء الأنبياء والرسل وكيف تجرع مرارة الحياة من خلال ما أبتلي به من مرض خطير شمل سائر جسده باستثناء قلبه ولسانه ليكون بذلك أسير هذا المرض لسنوات من عمره كان من شأنه أن شل حركته وأقعده عن القيام بواجباته ومهامه الحياتية، بل وابتعد الناس من حوله والجلوس معه لخوفهم من العدوى ولرائحته الكريهة، ومع هذا لم يشكو للناس حالته أو يجزع لما أصابه من منغصات الحياة أو ييأس من حياته فيحبسها عن ذكر الله وطاعته وإنما لجأ إلى ربه واثقاً به ومؤمناً بقضائه وقدره وأنه هو الواحد الأحد كاشف الضر ومفرج الكربات سبحانه وتعالى، فماذا قال أيوب وقد أخذ المرض منه مأخذه ( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) ولم يقل أعياني المرض أو أهلكني المرض أو طفشني المرض أو ما شابه ذلك وإنما قال مسني . وكأن المرض الذي مكث في لعشرات السنين ما هو إلا مرض خفيف وبسيط كما يفهم من كلمة “مسني” فيجيبه سبحانه وتعالى قائلاً ( فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ ۖ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَىٰ لِلْعَابِدِينَ ) ولما كان أيوب من الصالحين الصابرين فقد أثنى عليه رب الأرباب ومسبب الأسباب ومقدرها بانه وتعالى بقوله كما في كتاب الله العزيز( إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا ۚ نِّعْمَ الْعَبْدُ ۖ إِنَّهُ أَوَّابٌ ) هكذا كان أيوب وغيره من الأنبياء والصالحين مع الله في البأساء والضراء وفي الرخاء والشدة وهكذا ينبغي أن نكون في وقت كثرت فيه الفتن والمحن والحروب والظلم وتعددت فيه الأمراض والمصائب وهوى النفس ومزالق الشيطان. فما أجمل الحياة ونحن نعيشها مع الله بقلب مؤمن وصادق وراسخ وما أجملنا لو كنا كذلك والوقار على محيانا والعمل الصالح يدغدغ مشاعرنا بهجةً وسروراً

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

موقع قلم بار-رؤى تربوية تعليمية أدبية اجتماعية ثقافية

قلم بار-Copyright [2023-2024]@

Scroll to Top