عندما يغلب على المجتمع سلوكيات مُعينة أو يتفرد بها عمن سواه من مجتمعات الأرض فإن هذا مرده للثقافة التي تطبع عليها أفراده من ناتج ثوابتهم الدينية وقيمهم الاجتماعية وعاداتهم وتقاليدهم وتجاربهم وتعلّمهم ومعارفهم العامة التي اكتسبوها من خلال قراءتهم لعدد من الكتب أو غيرها من الوسائل المسموعة أو المرئية، ولقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بمعنى التمكن من الشيء والاستيلاء عليه كما في قوله تعالى ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا) ولها خصائص ومنها التكامل والتراكم والشمولية والاستمرارية والانتشار وقابليتها للتطوير والتغيير والانتقال من جيل لآخر فضلاً عن دورها في تماسك أفراد المجتمع الواحد وتحديد سلوكياتهم وتصرفاتهم مع بعضهم البعض ومع غيرهم لدى منظمات وهيئات أخرى هذا عدا كونها تحفظ كرامتهم وتمنحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم وقتما تحل بهم المحن والشدائد وهي بهذا المعنى تتوافق إلى حد كبير مع الثقافة الإسلامية غير أن هذه الأخيرة ربانية المصدر وثابته وواقعية وواضحة ومتوازنة ومتكاملة ومثالية وإنسانية وعالمية ووسطية ولا تحتمل الظن ولا التخمين وتتكيف أيضاً مع متغيرات الحياة في الزمان والمكان ومتواترة عبر العصور ولها دور فاعل في نشر تعاليم الإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المنتسبين إليها وللثقافة مجالات فنية وتراثية ومسرحية وأدبية من شعر ونثر ومقالات وقصص وروايات وغيرها مما ينتجه الفكر الإنساني والذي يُشكل مع مرور الزمن ظاهرة حضارية يعتبرها بعض المُفكرين الغربيين بمثابة ثقافة مُكبرّة والتي كلما ازاد أفراد المجتمع من تحصيلها كلما دفعهم لبناء صروح حضارية عالية المستوى ولعل ما قامت به الأمم المتحدة من عقد لقاءات لتنميتها في الفترة الممتدة من عام 1988- 1997م خير دليل لمدى أهميتها في حياة الشعوب وللثقافة طريقتين تتم بهما ثقافة معرفية عن طريق الاخبار والتلقي والاستنباط وتبني الأفكار ووجهات النظر وثقافة علمية عن طريق الملاحظة والاستنتاج والتجارب وبينما الثقافة المعرفية تقتصر على مجتمع بذاته فإن الثقافة العلمية تتجاوز ذلك للعالمية وبينما المثقف يستمر بثقافته لتجميل الأشياء وتحسينها فإن العالم تتوقف مهامه عند حد المعرفة وإيجاد الأشياء وفهمها وبقدر ما تُشكل الثقافة بعداً أساسياً من أبعاد التربية ووعائها الأكبر بقدر ما للتربية من دور عظيم في تربية وتعليم أبناء المجتمع شتى العلوم والمعارف التي تُـرسخ فيهم القيم السامية وتُعدهم للحياة العملية وتعمل على تصحيح ما قد يواجهونه من أخطاء ومفاهيم مغلوطة يقول د .عبد الرزاق قسوم الباحث الجزائري في هذا المجال بأن اقبال المستشرقين على دراسة الثقافة العربية ليس من قبيل الاعجاب بها وانما لأجل التمهيد وازالة الحواجز النفسية لدى المنتمين لها طمعاً في غزو بلادهم أما المستشار الألماني هيلموت شميت فيذكر في كتابه توكيد الذات الأوروبية بأن الثقافة الإسلامية والعربية ساهمت كثيراً في إيجاد روافد ثقافية بالغة الأهمية للقارة الأوروبية في مُختلف المجالات العلمية والطبية والفلكية وفنون النحت والزخرفة والابتكارات والصناعات والاكتشافات مما يؤكد هذا بأن الثقافة تختلف من مجتمع لآخر فثقافة المُسلم ليست كثقافة اليهودي والهندوسي ولها مسارات ومنها ثقافة أمنية وعسكرية ومرورية وثقافة صحية وتربوية ورياضية واجتماعية وهكذا ولأن العالم بات رهين العولمة بكل أبعادها ومنها الثقافة فإن هذا ما يُحتم على أمة الإسلام الحفاظ على ثقافتها وهويتها الإسلامية والوطنية وألاّ ينخدع أبناؤها بثقافة الغربيين الزائفة في معظمها وتقليدهم في كل شيء كما في قول الني صل الله عليه وسلم حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وما السلوكيات المُخلة بالآداب والذوق العام كلبس البناطيل المُخرّمة في بعض أجزائها والميوعة والتعري أحيانا لبعض أبنائنا وبناتنا المسلمات هداهم الله إلا خير شاهد على ذلك ولتنمية الثقافة في مجتمعاتنا العربية ينبغي على المختصين بذل المزيد من الاهتمام بالندوات واللقاءات والحوارات الثقافية والأدبية ودعم جميع اصداراتها ومطبوعاتها ودور نشرها ومراكزها الثقافية مادياً ومعنوياً علاوة على المفكرين والمهتمين من خلال المساهمة في طبع ونشر وتسويق مؤلفاتهم المتميزة وتخصيص جوائز مناسبة لها بالإضافة لاستكشاف واستقطاب المواهب الشابة وتهيئة المناخ المناسب لتفجير ما لديهم من طاقات إبداعية خلاقة وكذلك الاهتمام بثقافة الأطفال وتنميتها وبناء شخصيتهم على أساس من دين الله الإسلام وختاماً سُئل حكيم كيف يمكننا معرفة الإنسان المثقف فأجاب : اسألوه كم كتاباً قرأ ؟ وماذا قرأ ؟
عندما يغلب على المجتمع سلوكيات مُعينة أو يتفرد بها عمن سواه من مجتمعات الأرض فإن هذا مرده للثقافة التي تطبع عليها أفراده من ناتج ثوابتهم الدينية وقيمهم الاجتماعية وعاداتهم وتقاليدهم وتجاربهم وتعلّمهم ومعارفهم العامة التي اكتسبوها من خلال قراءتهم لعدد من الكتب أو غيرها من الوسائل المسموعة أو المرئية، ولقد ورد ذكرها في القرآن الكريم بمعنى التمكن من الشيء والاستيلاء عليه كما في قوله تعالى ( ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا) ولها خصائص ومنها التكامل والتراكم والشمولية والاستمرارية والانتشار وقابليتها للتطوير والتغيير والانتقال من جيل لآخر فضلاً عن دورها في تماسك أفراد المجتمع الواحد وتحديد سلوكياتهم وتصرفاتهم مع بعضهم البعض ومع غيرهم لدى منظمات وهيئات أخرى هذا عدا كونها تحفظ كرامتهم وتمنحهم فرصة الدفاع عن أنفسهم وقتما تحل بهم المحن والشدائد وهي بهذا المعنى تتوافق إلى حد كبير مع الثقافة الإسلامية غير أن هذه الأخيرة ربانية المصدر وثابته وواقعية وواضحة ومتوازنة ومتكاملة ومثالية وإنسانية وعالمية ووسطية ولا تحتمل الظن ولا التخمين وتتكيف أيضاً مع متغيرات الحياة في الزمان والمكان ومتواترة عبر العصور ولها دور فاعل في نشر تعاليم الإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى المنتسبين إليها وللثقافة مجالات فنية وتراثية ومسرحية وأدبية من شعر ونثر ومقالات وقصص وروايات وغيرها مما ينتجه الفكر الإنساني والذي يُشكل مع مرور الزمن ظاهرة حضارية يعتبرها بعض المُفكرين الغربيين بمثابة ثقافة مُكبرّة والتي كلما ازاد أفراد المجتمع من تحصيلها كلما دفعهم لبناء صروح حضارية عالية المستوى ولعل ما قامت به الأمم المتحدة من عقد لقاءات لتنميتها في الفترة الممتدة من عام 1988- 1997م خير دليل لمدى أهميتها في حياة الشعوب وللثقافة طريقتين تتم بهما ثقافة معرفية عن طريق الاخبار والتلقي والاستنباط وتبني الأفكار ووجهات النظر وثقافة علمية عن طريق الملاحظة والاستنتاج والتجارب وبينما الثقافة المعرفية تقتصر على مجتمع بذاته فإن الثقافة العلمية تتجاوز ذلك للعالمية وبينما المثقف يستمر بثقافته لتجميل الأشياء وتحسينها فإن العالم تتوقف مهامه عند حد المعرفة وإيجاد الأشياء وفهمها وبقدر ما تُشكل الثقافة بعداً أساسياً من أبعاد التربية ووعائها الأكبر بقدر ما للتربية من دور عظيم في تربية وتعليم أبناء المجتمع شتى العلوم والمعارف التي تُـرسخ فيهم القيم السامية وتُعدهم للحياة العملية وتعمل على تصحيح ما قد يواجهونه من أخطاء ومفاهيم مغلوطة يقول د .عبد الرزاق قسوم الباحث الجزائري في هذا المجال بأن اقبال المستشرقين على دراسة الثقافة العربية ليس من قبيل الاعجاب بها وانما لأجل التمهيد وازالة الحواجز النفسية لدى المنتمين لها طمعاً في غزو بلادهم أما المستشار الألماني هيلموت شميت فيذكر في كتابه توكيد الذات الأوروبية بأن الثقافة الإسلامية والعربية ساهمت كثيراً في إيجاد روافد ثقافية بالغة الأهمية للقارة الأوروبية في مُختلف المجالات العلمية والطبية والفلكية وفنون النحت والزخرفة والابتكارات والصناعات والاكتشافات مما يؤكد هذا بأن الثقافة تختلف من مجتمع لآخر فثقافة المُسلم ليست كثقافة اليهودي والهندوسي ولها مسارات ومنها ثقافة أمنية وعسكرية ومرورية وثقافة صحية وتربوية ورياضية واجتماعية وهكذا ولأن العالم بات رهين العولمة بكل أبعادها ومنها الثقافة فإن هذا ما يُحتم على أمة الإسلام الحفاظ على ثقافتها وهويتها الإسلامية والوطنية وألاّ ينخدع أبناؤها بثقافة الغربيين الزائفة في معظمها وتقليدهم في كل شيء كما في قول الني صل الله عليه وسلم حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه وما السلوكيات المُخلة بالآداب والذوق العام كلبس البناطيل المُخرّمة في بعض أجزائها والميوعة والتعري أحيانا لبعض أبنائنا وبناتنا المسلمات هداهم الله إلا خير شاهد على ذلك ولتنمية الثقافة في مجتمعاتنا العربية ينبغي على المختصين بذل المزيد من الاهتمام بالندوات واللقاءات والحوارات الثقافية والأدبية ودعم جميع اصداراتها ومطبوعاتها ودور نشرها ومراكزها الثقافية مادياً ومعنوياً علاوة على المفكرين والمهتمين من خلال المساهمة في طبع ونشر وتسويق مؤلفاتهم المتميزة وتخصيص جوائز مناسبة لها بالإضافة لاستكشاف واستقطاب المواهب الشابة وتهيئة المناخ المناسب لتفجير ما لديهم من طاقات إبداعية خلاقة وكذلك الاهتمام بثقافة الأطفال وتنميتها وبناء شخصيتهم على أساس من دين الله الإسلام وختاماً سُئل حكيم كيف يمكننا معرفة الإنسان المثقف فأجاب : اسألوه كم كتاباً قرأ ؟ وماذا قرأ ؟