Loading

الطاقات الكامنة في الموظف : كيف يتم تحريكها واستثمارها ؟

من الحقائق الثابتة في عموم البشر امتلاكهم لطاقات كامنة قد أودعها الله فيهم من اجل استمرار حياتهم وطاعته وهي الأساس واعمار الأرض فيما تمثل هذه الطاقات الكامنة من جانب آخر مسوغات متنوعة وذو مستويات متفاوتة بين سائر هؤلاء البشر هذا عدا كون هذه الطاقات الكامنة من غير الممكن رؤيتها البتة من قبل شخص أو أشخاص آخرون ما لم تظهر على هيئة سلوك ظاهري والذي يحتمل أن يكون هذا السلوك ايجابيا أو سلبيا أوبهما معا. وذلك بحسب نوعية الدافع الداخلي أو الخارجي الذي يكتنف الإنسان أو قد يهيمن عليه والذي عادة ما تلعب فيه مدى مايملكه هذا الإنسان من إيمان صادق بالله ويقضه ضمير ونضج عقلي وحكمة بالغة وبعد نظر فضلا عن العلم والثقافة العامة والتشجيع وما شابه ذلك من أشكال التحفيز الذي قد يناله هذا الشخص من قبل أناس آخرين لاسيما في مجال العمل الوظيفي وهو مايهمنا في هذا المقال المقتضب : يقول احد المفكرين في هذا الصدد أن في الإنسان طاقات مستكنة تبقى حبيسة ومعطلة مالم يتم تحريكها واستثمارها وتوجيهها للفعل والعمل المجدي  ( كتاب النبع الذي لا ينضب / من إصدارات نادي القصيم الأدبي ) فيما يرى مفكر آخر أن القيادة الإدارية الناجحة هي التي تعرف كيف تستثمر الكفاءات البشرية لديها بالحد الأعلى من الطاقة وتوظف هذا العنصر البشري التوظيف الايجابي والفعال ( المرجع السابق ) وهو ما نحسبه مهما في هذا المجال الوظيفي ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة في ذلك، فمما روي عنه في كتب السير النبوية أنه كان عليه أفضل الصلاة والسلام دائما ما يهتم ويحرص على إثارة الدافعية في نفوس أصحابه من خلال الكلمة الطيبة الصادقة النابعة من القلب وتقديم المحفزات الأخرى لهم من أجل التفاني في العمل والمسارعة في الخيرات وليس هذا فحسب وإنما أيضا كان عليه أفضل الصلاة والسلام يدغدغ مشاعرهم ويستنهض قواهم ويحرك طاقاتهم الكامنة في كل ما من شأنه إعلاء كلمة الحق وتحقيق ما أمكن لأمته أمة الإسلام من الأهداف والغايات السامية والنبيلة التي يرتضيها لهم صلى الله عليه وسلم في مختلف نواحي الحياة وأنشطتها المتنوعة من ذلك مثلا قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله وعبيد الله ونفر من بنو العباس ذات مرة ( من سبق إلي فله كذا وكذا ) ويقصد بذلك أنه من يصل إليه أولا فلسوف يعطيه شيئا من المال مكافأة له كنوع من التحفيز والتشجيع على التنافس الشريف وهذا ما يعرف بالحافز المادي أما الحافز المعنوي فيمكن استشفافه من خلال ما قام به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الهدى والرحمة من مشاركته المسلمين في حفر الخندق لتحصين المدينة المنورة من جهة الشرق آنذاك حيث كان أول الباديين بالحفر بيديه الكريمتين وذلك بهدف التعاون وإشعال روح الحماس فيما بين هؤلاء المسلمين لانجاز هذه المهمة والإسراع في تنفيذها . على أية حال ما هذين الموقفين اللذان ذكرتهما هنا إلا أنموذجا رائعا ضمن نماذج كثيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد وأنه لخليق بنا وبكل قائد أو إداري ينشد مثل هذه التجليات الرائعة والرائدة لإنجاح عمله أو إدارته أن يغرف من معين هذه المنهجية الصافية لتحقيق ما قد يصبوا إليه في هذا المجال حيث تعني هذه المنهجية المتميزة الألفة والمودة والإخلاص والتعاون والحيوية وتجدد النشاط والذي بالكاد سيفضي وبإذن الله تعالى إلى حب العمل والفاعلية وزيادة الإنتاج .فالاهتمام إذا بالموظف من نواحيه المعنوية والنفسية بالإضافة لاحترامه وتقديره وتهيئة الجو المريح له إلى جانب الاعتراف بجهوداته وتحفيزه بمختلف الوسائل الممكن حطي ولو بأبسط الكلمات كاحسنت وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا تعد من الجوانب المهمة في نظرنا لتحريك طاقات هذا الموظف ودفعه بالتالي لمزيد من العمل والعطاء والإنتاج وهذا بخلاف الموظف الذي قد يفتقر لمثل هذا الاهتمام أو ذلكم التحفيز فتظل طاقاته حبيسة عوضا عن ضعف أداءه وقلة إنتاجه وهذا ما أثبتته كثير من الدراسات بخصوص هذه الجانب والتي أشارت في نتائجها إلى أن الموظف متى وجد من رئيسه أو مديره التقدير والتشجيع والتحفيز فانه دائما ما يكون مندفعا ومتحمسا للعمل وذو عطاء وفير والعكس صحيح حين لايجد مثل هذا الموظف مثل هذه الاهتمامات فيحدث منه الكسل والتراخي وضعف الإنتاج والذي ربما يزداد سوءا كلما وجد هذا الموظف نفسه وقد جرد تماما من أبسط حقوقه المشروعة أو يعامل بالقسوة أو يهمش ولا يعترف بمجهوداته وذلك كناتج حتمي للانتكاسة والإحباط الذي يشعر به من جراء هذا الصنيع الخاطئ وهو الجانب المؤسف الذي يقع فيه بعض الإداريين ممن انيطت بهم مسئولية إدارة بعض المؤسسات أو الدوائر الحكومية كما هو ملموس على ارض الواقع والذي غالبا ما يكون مرده  لقلة الخبرة لدى البعض من هؤلاء المعنيين بالإدارة أو ممن يوصفون بمحدودي التفكير والثقافة الإدارية وقصر النظر أو لان مبدأ هذه الفئة من الإداريين يقوم على أساس أن الموظف مهما قام به من أعمال فهي تعد من صميم عمله الذي وظف بموجبه وبالتالي ليس من الضروري أن يقدم له الشكر أو المكافأة المادية نظير ما قدمه من عمل  أو يكون ذلك نابع من عدم قناعتهم بمبدأ التحفيز وتوقعهم بحدوث نتائج عكسية من قبل المرؤوسين من جراء هذا التحفيز أو يكون مبعث هذا كله الأنانية والحسد وخشية تفوق بعض هؤلاء المرؤوسين عليهم من هذا المنظور في وقت لاحق فيكون سببا في ملئ الساحة على حساب شعبيتهم في مجال العمل فلا يجدون بدا من تقويض مثل هذا الأمر في عقر داره . نعود ثانية لنؤكد مرة أخرى بأن المحفزات بنوعيها المادي والمعنوي تمثل جانبا مهما وحيويا لتحريك الطاقات الكامنة في ذاتية الموظف نحو العمل وزيادة الإنتاج وهذا في اعتقادنا أنه من غير الممكن تحقيقه مالم يكن هناك إداري ناجح يعي مثل هذا الدور الايجابي والبناء والذي كم نحن في أمس الحاجة إليه في ظل مجتمع متنامي ينشد الخير ويتطلع لمزيد من الارتقاء والازدهار على تراب هذا الوطن الكريم المعطاء. ولعلي أختم مقالتي هذه بقول أحد المفكرين: كلما اكتشفتم في المرء صفات حسنة، ازدادت دماثتكم في معاملته , فابحثوا وستجدون في كل شخص حتى في الأشقياء مزايا حسنة تستحق التقدير.

الطاقات الكامنة في الموظف : كيف يتم تحريكها واستثمارها ؟

من الحقائق الثابتة في عموم البشر امتلاكهم لطاقات كامنة قد أودعها الله فيهم من اجل استمرار حياتهم وطاعته وهي الأساس واعمار الأرض فيما تمثل هذه الطاقات الكامنة من جانب آخر مسوغات متنوعة وذو مستويات متفاوتة بين سائر هؤلاء البشر هذا عدا كون هذه الطاقات الكامنة من غير الممكن رؤيتها البتة من قبل شخص أو أشخاص آخرون ما لم تظهر على هيئة سلوك ظاهري والذي يحتمل أن يكون هذا السلوك ايجابيا أو سلبيا أوبهما معا. وذلك بحسب نوعية الدافع الداخلي أو الخارجي الذي يكتنف الإنسان أو قد يهيمن عليه والذي عادة ما تلعب فيه مدى مايملكه هذا الإنسان من إيمان صادق بالله ويقضه ضمير ونضج عقلي وحكمة بالغة وبعد نظر فضلا عن العلم والثقافة العامة والتشجيع وما شابه ذلك من أشكال التحفيز الذي قد يناله هذا الشخص من قبل أناس آخرين لاسيما في مجال العمل الوظيفي وهو مايهمنا في هذا المقال المقتضب : يقول احد المفكرين في هذا الصدد أن في الإنسان طاقات مستكنة تبقى حبيسة ومعطلة مالم يتم تحريكها واستثمارها وتوجيهها للفعل والعمل المجدي  ( كتاب النبع الذي لا ينضب / من إصدارات نادي القصيم الأدبي ) فيما يرى مفكر آخر أن القيادة الإدارية الناجحة هي التي تعرف كيف تستثمر الكفاءات البشرية لديها بالحد الأعلى من الطاقة وتوظف هذا العنصر البشري التوظيف الايجابي والفعال ( المرجع السابق ) وهو ما نحسبه مهما في هذا المجال الوظيفي ولنا في رسول الله الأسوة الحسنة في ذلك، فمما روي عنه في كتب السير النبوية أنه كان عليه أفضل الصلاة والسلام دائما ما يهتم ويحرص على إثارة الدافعية في نفوس أصحابه من خلال الكلمة الطيبة الصادقة النابعة من القلب وتقديم المحفزات الأخرى لهم من أجل التفاني في العمل والمسارعة في الخيرات وليس هذا فحسب وإنما أيضا كان عليه أفضل الصلاة والسلام يدغدغ مشاعرهم ويستنهض قواهم ويحرك طاقاتهم الكامنة في كل ما من شأنه إعلاء كلمة الحق وتحقيق ما أمكن لأمته أمة الإسلام من الأهداف والغايات السامية والنبيلة التي يرتضيها لهم صلى الله عليه وسلم في مختلف نواحي الحياة وأنشطتها المتنوعة من ذلك مثلا قوله عليه الصلاة والسلام لعبد الله وعبيد الله ونفر من بنو العباس ذات مرة ( من سبق إلي فله كذا وكذا ) ويقصد بذلك أنه من يصل إليه أولا فلسوف يعطيه شيئا من المال مكافأة له كنوع من التحفيز والتشجيع على التنافس الشريف وهذا ما يعرف بالحافز المادي أما الحافز المعنوي فيمكن استشفافه من خلال ما قام به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبي الهدى والرحمة من مشاركته المسلمين في حفر الخندق لتحصين المدينة المنورة من جهة الشرق آنذاك حيث كان أول الباديين بالحفر بيديه الكريمتين وذلك بهدف التعاون وإشعال روح الحماس فيما بين هؤلاء المسلمين لانجاز هذه المهمة والإسراع في تنفيذها . على أية حال ما هذين الموقفين اللذان ذكرتهما هنا إلا أنموذجا رائعا ضمن نماذج كثيرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الصدد وأنه لخليق بنا وبكل قائد أو إداري ينشد مثل هذه التجليات الرائعة والرائدة لإنجاح عمله أو إدارته أن يغرف من معين هذه المنهجية الصافية لتحقيق ما قد يصبوا إليه في هذا المجال حيث تعني هذه المنهجية المتميزة الألفة والمودة والإخلاص والتعاون والحيوية وتجدد النشاط والذي بالكاد سيفضي وبإذن الله تعالى إلى حب العمل والفاعلية وزيادة الإنتاج .فالاهتمام إذا بالموظف من نواحيه المعنوية والنفسية بالإضافة لاحترامه وتقديره وتهيئة الجو المريح له إلى جانب الاعتراف بجهوداته وتحفيزه بمختلف الوسائل الممكن حطي ولو بأبسط الكلمات كاحسنت وبارك الله فيك وجزاك الله خيرا تعد من الجوانب المهمة في نظرنا لتحريك طاقات هذا الموظف ودفعه بالتالي لمزيد من العمل والعطاء والإنتاج وهذا بخلاف الموظف الذي قد يفتقر لمثل هذا الاهتمام أو ذلكم التحفيز فتظل طاقاته حبيسة عوضا عن ضعف أداءه وقلة إنتاجه وهذا ما أثبتته كثير من الدراسات بخصوص هذه الجانب والتي أشارت في نتائجها إلى أن الموظف متى وجد من رئيسه أو مديره التقدير والتشجيع والتحفيز فانه دائما ما يكون مندفعا ومتحمسا للعمل وذو عطاء وفير والعكس صحيح حين لايجد مثل هذا الموظف مثل هذه الاهتمامات فيحدث منه الكسل والتراخي وضعف الإنتاج والذي ربما يزداد سوءا كلما وجد هذا الموظف نفسه وقد جرد تماما من أبسط حقوقه المشروعة أو يعامل بالقسوة أو يهمش ولا يعترف بمجهوداته وذلك كناتج حتمي للانتكاسة والإحباط الذي يشعر به من جراء هذا الصنيع الخاطئ وهو الجانب المؤسف الذي يقع فيه بعض الإداريين ممن انيطت بهم مسئولية إدارة بعض المؤسسات أو الدوائر الحكومية كما هو ملموس على ارض الواقع والذي غالبا ما يكون مرده  لقلة الخبرة لدى البعض من هؤلاء المعنيين بالإدارة أو ممن يوصفون بمحدودي التفكير والثقافة الإدارية وقصر النظر أو لان مبدأ هذه الفئة من الإداريين يقوم على أساس أن الموظف مهما قام به من أعمال فهي تعد من صميم عمله الذي وظف بموجبه وبالتالي ليس من الضروري أن يقدم له الشكر أو المكافأة المادية نظير ما قدمه من عمل  أو يكون ذلك نابع من عدم قناعتهم بمبدأ التحفيز وتوقعهم بحدوث نتائج عكسية من قبل المرؤوسين من جراء هذا التحفيز أو يكون مبعث هذا كله الأنانية والحسد وخشية تفوق بعض هؤلاء المرؤوسين عليهم من هذا المنظور في وقت لاحق فيكون سببا في ملئ الساحة على حساب شعبيتهم في مجال العمل فلا يجدون بدا من تقويض مثل هذا الأمر في عقر داره . نعود ثانية لنؤكد مرة أخرى بأن المحفزات بنوعيها المادي والمعنوي تمثل جانبا مهما وحيويا لتحريك الطاقات الكامنة في ذاتية الموظف نحو العمل وزيادة الإنتاج وهذا في اعتقادنا أنه من غير الممكن تحقيقه مالم يكن هناك إداري ناجح يعي مثل هذا الدور الايجابي والبناء والذي كم نحن في أمس الحاجة إليه في ظل مجتمع متنامي ينشد الخير ويتطلع لمزيد من الارتقاء والازدهار على تراب هذا الوطن الكريم المعطاء. ولعلي أختم مقالتي هذه بقول أحد المفكرين: كلما اكتشفتم في المرء صفات حسنة، ازدادت دماثتكم في معاملته , فابحثوا وستجدون في كل شخص حتى في الأشقياء مزايا حسنة تستحق التقدير.
رؤى

Connect with us

تواصل معنا

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

موقع قلم بار-رؤى تربوية تعليمية أدبية اجتماعية ثقافية

قلم بار-Copyright [2023-2024]@

Scroll to Top