عندما مازحه ببعض الكلمات وقد شعر بتأثره بها قال له هذا الصديق هذا مزاح في مزاح وعندما رد عليه هذا الأخير بالمثل، اعتبره الأول نوع من التجاوزات الأدبية هكذا يصوغ لبعض الناس حتى إذا ما اشتد بينهما الخلاف أو الاختلاف تحول حينئذ هذا السلوك إلى عداء وكراهية، ولربما إلى هجران وخسران مُبين، ولذا ما أحرى بالإنسان أن يُجوّد كلامه ويُجرده من كل ما يُسيئ أو يجرح شعور الآخرين قبل أن يتحدث به، وهذا ما نبهنا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يعي لها بال، فتهوي به في النار سبعين خريفاً، وهذا ما يتطلب من ناحية أخرى اتساع في المدارك وبعد في النظر والذي لا يتم إلا بتحصيل العلمي وسعة الاطلاع والثقافة العامة والتفقه في الدين والذي يُعتبر هذا الأخير الضابط الحقيقي لبلورة السلوك الإنساني بين صحيحة وسقيمة، وسواءً أكان لفظياً أو عملياً، فلقد قال سرفانتس وهو مفكر غربي( التكلم بغير تفكير كالرماية بلا تصويب ) فيما حذر مفكر آخر من مغبة التحدث بدون تفكير قائلاً ( حذاري أن يسبق لسانك تفكيرك ) ولأن كثرة الكلام غالبا ما يصاحبه اللغط أو زلات اللسان فقد قال أحد الحكماء: تكلم كثير تخطيء كثير . فانه ما أحوجنا أيضاً ومن هذا المنظور إلى الانتباه والتفكير الصحيح إلى كل ما نريد التحدث به فلقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم كما رواه البيهقي ( أكل ما نتكلم به يا رسول الله يكتب علينا قال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم وقيل على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم. أما من يقوم بإضحاك الناس من خلال كلمة بعينها بقصد السخرية أو الاستخفاف ببعض الأشخاص لاتصافهم بصفات أو شكل معين مثلاً. فقد اقترف بذلك خطأ كبيراً بحق هؤلاء الأشخاص فضلا عن العقوبة التي سوف ينالها من لدن حكيم خبير عاجلاً أم آجلاً. فلقد ورد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها مجالسيه يهوى به أبعد ما بين السماء والأرض، وفي هذا تأكيد أيضا على ضرورة التحري للكلمة وضبط اللسان والبعد عن كل ما يجرح مشاعر الآخرين أو يحط من قدرهم أو يسيء إلى سمعتهم باى شكل من الأشكال وعطفاً على ما سبق فإنه يمكن القول بأن الكلمة ليست بالأمر الهين النيل منها على نحو صحيح كما أشرنا إلى ذلك آنفاً وإنما تحتاج إلى اتساع في المدارك والى حكمة وروية وتدبر وتفكير وبعد نظر مثلها كمثل لقمة الطعام التي قبل أن ندخلها إلى جوفنا لا بد لنا أولا من التحري في مصدرها هل هي من حلال أم من حرام ومن ثم مضغها جيدا في الفم واستخلاص ما قد يتواجد بها من عوالق ضارة لتكون بذلك سائغة ونافعة ومفيدة لأجسامنا وهذا ما اعتقده صوابا في هذا الشأن السلوكي فكم من كلمة طيبة رفعت من قدر صاحبها ونال بموجبها محبة وتقدير واحترام الآخرين وكم من كلمة معاكسة لها في المعنى جلبت لصاحبها أو قائلها الويل والثبور وكره الناس له ونفورهم منه وما أكثرها على أرض الواقع وخاصة في حالة المزاح الشديد كأن يقول شخص لأخر تعال يا نذل واجلس يا منحط واسكت يا قليل الأصل وغير ذلك من الكلمات التي تأخذ في بعض الأحيان مسميات حيوانية نترفع عن ذكرها هنا في هذا المقام الكريم . فاستخدام كلمة حياك الله وجزيت خيراً وآسف للإثقال عليكم ويرجى التكرم بإحضار الحاجة الفلانية وشكرا لكم في حالة الانجاز وسامحكم الله عند الوقوع في المغالطات الكلامية وما تحمله هذه الكلمة أيضا من معاني الذكر والدعاء في اعتقادي أنها لا تكلفنا في الحقيقة شيئا يذكر , ومع هذا هناك منا من لا يستخدمها لكي يسموا بها ضمن أخلاقياته العامة وإنما يستخدم نقيضها من الكلمات السيئة أو البذيئة أو غير اللائقة بمكانته الدينية والاجتماعية التي تربى عليها كأن يقول لشخص ما أو ابن له حينما يقع في خطأ( الله يلعنك ) وهذه الكلمة بالمناسبة لا يجوز استخدامها شرعا حيث تعني الطرد والإبعاد من رحمة الله وهذا ما لا يمكن أن يملكه أحد من مخلوقات الله تعالى على الاطلاق أو يقول لإنسان آخر ( اذلف ) أو اخرج من هنا فوراً أو اسكت يا قليل الأدب أو يهدده بقوله وأنت صاغر تحضر لي الحاجة الفلانية في حالة إعراضه وهكذا. فالكلمة إذاً لها أبعادها البعيدة على مسرح الحياة فإما أن تكون مبعثاً للمودة والمحبة والألفة وتوطيد العلاقات الحسنة والطيبة بين الناس وإما أن تكون على العكس من ذلك تماما بما تولده من كراهية وشحناء وبغضاء واحتدام أو تكون من جانب آخر سبباً في هضم حق إنسان وظلمه وتعاسته أو من خلال التوقيع على ورقة أو جرة قلم كما يقال, ولذلك ينبغي علينا الاّ نستهون بأمر الكلمة مهما كانت ومهما بلغنا فمعظم النار من مستصغر الشرر، فكلمة أف يقولها الابن لوالده تدخله في دائرة العقوق وكلمة أنت طالق لزوجة تهدم أسر وبيوت بكاملها وكلمة غير صالح للعمل تضيع مستقبل موظف… أما أسوأ الكلمات ما يكون منها ذات معان تضليلية أو إثارة فتنة أو تشكيك في العقيدة أو تطاول على الرسل والأنبياء بما ليس فيهم أو تنابز بالألقاب أو الصاق التهم بشخص معين أو تكفير وإخراجه من الملة دون وجه حق مشروع أو إقناع شخص بذاته للانجراف في المحرمات أو الخروج عن طاعة ولي الأمر أو ما شابهه ذلك من الأمور الأخرى التي يمقتها الشرع الإسلامي الحنيف بل ويحرمها لما فيها من ضرر كبير على العباد أنفسهم , فلندرك ذلك سويا ولنعلم أيضا بأن الكلمة الطيبة صدقة بنص حديث النبي (الكلمة الطيبة صدقة) وانه يتوجب علينا ألتمسك بها في كل الأحوال والعظ عليها بالنواجذ وأن نستشعر مراقبة الله لنا وأننا محاسبون عليها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال تعالى (وما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد ) جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسن أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب .
عندما مازحه ببعض الكلمات وقد شعر بتأثره بها قال له هذا الصديق هذا مزاح في مزاح وعندما رد عليه هذا الأخير بالمثل، اعتبره الأول نوع من التجاوزات الأدبية هكذا يصوغ لبعض الناس حتى إذا ما اشتد بينهما الخلاف أو الاختلاف تحول حينئذ هذا السلوك إلى عداء وكراهية، ولربما إلى هجران وخسران مُبين، ولذا ما أحرى بالإنسان أن يُجوّد كلامه ويُجرده من كل ما يُسيئ أو يجرح شعور الآخرين قبل أن يتحدث به، وهذا ما نبهنا إليه نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يعي لها بال، فتهوي به في النار سبعين خريفاً، وهذا ما يتطلب من ناحية أخرى اتساع في المدارك وبعد في النظر والذي لا يتم إلا بتحصيل العلمي وسعة الاطلاع والثقافة العامة والتفقه في الدين والذي يُعتبر هذا الأخير الضابط الحقيقي لبلورة السلوك الإنساني بين صحيحة وسقيمة، وسواءً أكان لفظياً أو عملياً، فلقد قال سرفانتس وهو مفكر غربي( التكلم بغير تفكير كالرماية بلا تصويب ) فيما حذر مفكر آخر من مغبة التحدث بدون تفكير قائلاً ( حذاري أن يسبق لسانك تفكيرك ) ولأن كثرة الكلام غالبا ما يصاحبه اللغط أو زلات اللسان فقد قال أحد الحكماء: تكلم كثير تخطيء كثير . فانه ما أحوجنا أيضاً ومن هذا المنظور إلى الانتباه والتفكير الصحيح إلى كل ما نريد التحدث به فلقد جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم كما رواه البيهقي ( أكل ما نتكلم به يا رسول الله يكتب علينا قال: ثكلتك أمك وهل يكب الناس على مناخرهم وقيل على وجوههم في النار إلا حصائد ألسنتهم. أما من يقوم بإضحاك الناس من خلال كلمة بعينها بقصد السخرية أو الاستخفاف ببعض الأشخاص لاتصافهم بصفات أو شكل معين مثلاً. فقد اقترف بذلك خطأ كبيراً بحق هؤلاء الأشخاص فضلا عن العقوبة التي سوف ينالها من لدن حكيم خبير عاجلاً أم آجلاً. فلقد ورد في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: إن العبد ليقول الكلمة لا يقولها إلا ليضحك بها مجالسيه يهوى به أبعد ما بين السماء والأرض، وفي هذا تأكيد أيضا على ضرورة التحري للكلمة وضبط اللسان والبعد عن كل ما يجرح مشاعر الآخرين أو يحط من قدرهم أو يسيء إلى سمعتهم باى شكل من الأشكال وعطفاً على ما سبق فإنه يمكن القول بأن الكلمة ليست بالأمر الهين النيل منها على نحو صحيح كما أشرنا إلى ذلك آنفاً وإنما تحتاج إلى اتساع في المدارك والى حكمة وروية وتدبر وتفكير وبعد نظر مثلها كمثل لقمة الطعام التي قبل أن ندخلها إلى جوفنا لا بد لنا أولا من التحري في مصدرها هل هي من حلال أم من حرام ومن ثم مضغها جيدا في الفم واستخلاص ما قد يتواجد بها من عوالق ضارة لتكون بذلك سائغة ونافعة ومفيدة لأجسامنا وهذا ما اعتقده صوابا في هذا الشأن السلوكي فكم من كلمة طيبة رفعت من قدر صاحبها ونال بموجبها محبة وتقدير واحترام الآخرين وكم من كلمة معاكسة لها في المعنى جلبت لصاحبها أو قائلها الويل والثبور وكره الناس له ونفورهم منه وما أكثرها على أرض الواقع وخاصة في حالة المزاح الشديد كأن يقول شخص لأخر تعال يا نذل واجلس يا منحط واسكت يا قليل الأصل وغير ذلك من الكلمات التي تأخذ في بعض الأحيان مسميات حيوانية نترفع عن ذكرها هنا في هذا المقام الكريم . فاستخدام كلمة حياك الله وجزيت خيراً وآسف للإثقال عليكم ويرجى التكرم بإحضار الحاجة الفلانية وشكرا لكم في حالة الانجاز وسامحكم الله عند الوقوع في المغالطات الكلامية وما تحمله هذه الكلمة أيضا من معاني الذكر والدعاء في اعتقادي أنها لا تكلفنا في الحقيقة شيئا يذكر , ومع هذا هناك منا من لا يستخدمها لكي يسموا بها ضمن أخلاقياته العامة وإنما يستخدم نقيضها من الكلمات السيئة أو البذيئة أو غير اللائقة بمكانته الدينية والاجتماعية التي تربى عليها كأن يقول لشخص ما أو ابن له حينما يقع في خطأ( الله يلعنك ) وهذه الكلمة بالمناسبة لا يجوز استخدامها شرعا حيث تعني الطرد والإبعاد من رحمة الله وهذا ما لا يمكن أن يملكه أحد من مخلوقات الله تعالى على الاطلاق أو يقول لإنسان آخر ( اذلف ) أو اخرج من هنا فوراً أو اسكت يا قليل الأدب أو يهدده بقوله وأنت صاغر تحضر لي الحاجة الفلانية في حالة إعراضه وهكذا. فالكلمة إذاً لها أبعادها البعيدة على مسرح الحياة فإما أن تكون مبعثاً للمودة والمحبة والألفة وتوطيد العلاقات الحسنة والطيبة بين الناس وإما أن تكون على العكس من ذلك تماما بما تولده من كراهية وشحناء وبغضاء واحتدام أو تكون من جانب آخر سبباً في هضم حق إنسان وظلمه وتعاسته أو من خلال التوقيع على ورقة أو جرة قلم كما يقال, ولذلك ينبغي علينا الاّ نستهون بأمر الكلمة مهما كانت ومهما بلغنا فمعظم النار من مستصغر الشرر، فكلمة أف يقولها الابن لوالده تدخله في دائرة العقوق وكلمة أنت طالق لزوجة تهدم أسر وبيوت بكاملها وكلمة غير صالح للعمل تضيع مستقبل موظف… أما أسوأ الكلمات ما يكون منها ذات معان تضليلية أو إثارة فتنة أو تشكيك في العقيدة أو تطاول على الرسل والأنبياء بما ليس فيهم أو تنابز بالألقاب أو الصاق التهم بشخص معين أو تكفير وإخراجه من الملة دون وجه حق مشروع أو إقناع شخص بذاته للانجراف في المحرمات أو الخروج عن طاعة ولي الأمر أو ما شابهه ذلك من الأمور الأخرى التي يمقتها الشرع الإسلامي الحنيف بل ويحرمها لما فيها من ضرر كبير على العباد أنفسهم , فلندرك ذلك سويا ولنعلم أيضا بأن الكلمة الطيبة صدقة بنص حديث النبي (الكلمة الطيبة صدقة) وانه يتوجب علينا ألتمسك بها في كل الأحوال والعظ عليها بالنواجذ وأن نستشعر مراقبة الله لنا وأننا محاسبون عليها في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، قال تعالى (وما يلفظ من قولٍ إلا لديه رقيبٌ عتيد ) جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسن أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب