الفقر ليس عيباً حتى نخجل منه أو نجزع لحدوثه أو حصوله فقد أبتلى به كثير من الأنبياء والصالحين ولكن العيب فيمن يركن لهذا الفقر ويترك العمل أو السعي في مناكب الأرض ابتغاء الرزق لاسيما من هو قادر على العمل… في السياق نفسه لابد وأن ندرك جميعاً أن الفقر هو من سنن الله في خلقه ولذا فإن حدوثه بين الناس يعد ظاهرة طبيعية بين سائر البشر في الزمان والمكان ولكن بمستويات مختلفة ومتفاوتة أعظمها ما كان قائماً منه على الفاقة وشدة الحاجة أو بمعنى آخر الفقر المدقع والذي بلا شك يعظم أجره مع الصبر الاحتساب.. وعلى أية حال فإننا جميعاً نحن البشر والخلق أجمعين فقراء إلى الله.
وحتى لا يطول بنا المقام فإن ما يهمنا في هذا الصدد الإشارة إلى أربع حالات تحت هذا المسوغ وهي بحسب أهميتها على النحو التالي:
الحالة الأولى: وتتمثل في أولئك الفقراء الحقيقيين ولكنهم لا يسألون الناس إلحافاً وهؤلاء الفقراء ينبغي علينا جميعاً البحث عنهم والوقوف على أحوالهم وعلى ظروفهم والعمل على مساعدتهم وتقديم ما أمكن لهم من الاحتياجات الضرورية لحياتهم.
الحالة الثانية: وتتمثل في أولئك الفقراء الحقيقيين أيضاً ولكنهم ممن لا يستقر لهم بال ولا تهدأ لهم نفس ما لم يسلكوا طرقاً مختلفة لجمع المال كطرق أبواب المنازل لبعض الناس أو الجلوس داخل المسجد أو خارجها أو في الطرقات وأماكن التجمعات…. وهي السلوكيات التي لا تتفق مع الإسلام الذي يدعونا دائماً للعمل كما في الحديث: (ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده) ولاتتفق في نفس الوقت مع قيمنا الأصيلة في ظل ما ينعم به مجتمعنا من خيرات وفيرة إلى جانب ما يتمتع به مجتمعنا من وجود جهات مختلفة رسمية وأخرى أهلية وكذلك على مستوى كثير من الأفراد ممن سخروا أنفسهم لخدمة هؤلاء المحتاجين أينما كانوا في أنحاء مختلفة من هذه البلاد طمعاً في اكتساب الأجر والمثوبة من عند الله تعالى وهم كثر ولله الحمد وهذه الفئة ينبغي الالتفات إليها وتوعيتها وتبصيرها بمدى أهمية السعي الصحيح لكسب المال وكذلك التحلي بالآداب العامة والسلوك القويم الذي ينسجم مع تعاليم الإسلام فيما يريدون الحصول عليه وأن يدركوا جميعاً أن الإسلام قد تكفل لهم بتوفير ما أمكن من سبل العيش الكريم وذلك من خلال دفع الزكاة والصدقة وما شابه ذلك من المساعدات المختلفة التي تقدم لهم بدافع التنافس على البر والتقوى والإحسان والذي دائماً ما يؤججه هذا الإسلام في نفوس الناس الخيرين كقوله تعالى: (وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون) وقوله تعالى ايضاً: (وان تبدو الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم سيئاتكم والله بما تعملون خبير).
الحالة الثالثة: وتتمثل في أولئك الناس ممن نعتبرهم فقراء قناعة إذا صح هذا التعبير فهم على الرغم مما يتوافر لديهم من خيرات كثيرة ومال وفير إلا أنهم دائماً ما تجدهم يلهثون وراء جمع المال بأي شكل من الأشكال.. وللمرء أن يصدق أن بعضهم ما إن يسمع بتوزيع صدقة أو زكاة في مقر إقامتهم إلا وقد هبوا إليها مسرعين متجاهلين بذلك ما لديهم من مال كما في قوله تعالى: (فأما بنعمة ربك فحدث) وأن التحدث به شكر لله تعالى وأنه يفضي للمزيد منه كما في قوله تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وأن القناعة كنز لا يفنى كما ورد في الأمثال عوضاً عما تستوجبه الشريعة الإسلامية بخصوص هذا المال من حيث الإنفاق على النفس كما في الحديث (ان الله يحب إذا أنعم على عبد أن يرى اثره عليه) وكذلك النفقة على الأسرة والتوسيع على أفرادها دونما إسراف أو تبذير إلى جانب مساعدة الفقراء والمساكين وذو الحاجة ممن لهم حق مشروع من هذا المال كما في قوله تعالى (وفي أموالكم حق معلوم للسائل والمحروم) في الوقت الذي ربما يؤدي هذا الاكتناز لهذا المال وحرمان الأبناء منه إلى وقوع خلافات أو نزاعات أو فرقة أو قطيعة رحم بين الأبناء أو عموم الورثة بعد وفاة أبيهم أو مورثهم وخاصة في حالة عدم التوافق أو التراضي فيما بينهم عند توزيعهم لهذا المال أو عدم استناد ذلك لضوابط شرعية عوضاً عن العقوبات الدنيوية أو الأخروية لمن اكتنز هذا المال كما نص على القرآن الكريم بقوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم).
الحالة الرابعة: ونحسبها في أولئك الناس ممن حباهم الله بمال كثير كسابقيهم أو ممن ينعمون بما يسد حاجتهم على الأقل ولكنهم بدلاً من أن يصرفوا هذا المال على نحو صحيح إمتثالاً لقوله تعالى: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) يقومون بصرفه دونما حساب بدافع الجنوح إلى الخيلاء أو التباهي لكي يقال عنهم أناس قادرون على الشراء أو أنهم على قدر كبير من الوجاهة والمكانة الاجتماعية كما يلاحظ ذلك على البعض من هؤلاء الناس من خلال إقامة الولائم بمناسبة أو غير مناسبة أو ما شابه ذلك من الأمور التي تدعو للتباهي والتفاخر بين الناس كالإقدام على التعدد تقليداً لأحد الأصدقاء أو تشييد المباني الفاخرة التي تكون مشابهة تماماً بالعمائر المجاورة أو شراء سيارات متعددة تبعاً لموديلاتها الجديدة لتقليد أحد الناس المقربين وهلم جرا… الأمر الذي ربما يوقعهم هذا التصرف الخاطئ في نهاية الأمر في دائرة العوز والحاجة أو الفقر الذي لا مبرر له. وهو السلوك الذي ينبذه الإسلام فيما يدعو من جانب آخر للتوسط والاعتدال سواءً في المال أو في غيره من جوانب الحياة الأخرى كما في قوله تعالى (…. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وقوله تعالى (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وأيضاً قوله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا) وأي حسرة تلك يمكن أن يجنبها الإنسان من وراء هذا التصرف غير الواعي وغير المتزن ليسأل بذلك الناس أعطوه أو منعوه…. وهكذا هو حال الكثير منا في هذا العصر الذي طغت فيه الماديات على حساب القيم ومكارم الأخلاق بين التقتير والاكتناز أو الحرمان حتى في أوجب الواجبات المطلوبة للأسرة أو الأهل والفقراء والمحتاجين وبين الإسراف والتبذير وسوء التصرف والذي غالباً ما يدفع بصاحبه إلى التدين أو الاستلاف الذي هو هم بالليل وذل بالنهار أو إلى سوء الحال مع نفاذ هذا المال فيقعد حينئذ ملوماً محسورا او ما شابه ذلك من حدوث بعض المشاكل المختلفة داخل الأسرة نتيجة لحاجتها الماسة لهذا المال الذي فقدته بسبب التصرف غير السوي من قبل عائلها أو المجتمع بشكل عام نتيجة لعدم إيفاء مثل هذا الإنسان لحقوق الآخرين ممن تدين منهم لتعويض ما أفقده من مال بسبب الإسراف.. وهو السلوك المختلف الذي لم نعهده في مجتمعنا من قبل وللأسف الشديد.. ولعلنا في الختام نخلص إلى القول بأن الفقر يعد من متلازمات الحياة الإنسانية ولكن العاقل من اغتنم فرص العمل لتبديد هذا الفقر إذا ما حل عليه أو ادخر من غناه يسد رمقه في حالة تغيير الظروف من أمامه أو كما قيل حسن التدبير مع الكفاف أبقى من الكثير مع الإسراف وبالله التوفيق.
الفقر ليس عيباً حتى نخجل منه أو نجزع لحدوثه أو حصوله فقد أبتلى به كثير من الأنبياء والصالحين ولكن العيب فيمن يركن لهذا الفقر ويترك العمل أو السعي في مناكب الأرض ابتغاء الرزق لاسيما من هو قادر على العمل… في السياق نفسه لابد وأن ندرك جميعاً أن الفقر هو من سنن الله في خلقه ولذا فإن حدوثه بين الناس يعد ظاهرة طبيعية بين سائر البشر في الزمان والمكان ولكن بمستويات مختلفة ومتفاوتة أعظمها ما كان قائماً منه على الفاقة وشدة الحاجة أو بمعنى آخر الفقر المدقع والذي بلا شك يعظم أجره مع الصبر الاحتساب.. وعلى أية حال فإننا جميعاً نحن البشر والخلق أجمعين فقراء إلى الله.
وحتى لا يطول بنا المقام فإن ما يهمنا في هذا الصدد الإشارة إلى أربع حالات تحت هذا المسوغ وهي بحسب أهميتها على النحو التالي:
الحالة الأولى: وتتمثل في أولئك الفقراء الحقيقيين ولكنهم لا يسألون الناس إلحافاً وهؤلاء الفقراء ينبغي علينا جميعاً البحث عنهم والوقوف على أحوالهم وعلى ظروفهم والعمل على مساعدتهم وتقديم ما أمكن لهم من الاحتياجات الضرورية لحياتهم.
الحالة الثانية: وتتمثل في أولئك الفقراء الحقيقيين أيضاً ولكنهم ممن لا يستقر لهم بال ولا تهدأ لهم نفس ما لم يسلكوا طرقاً مختلفة لجمع المال كطرق أبواب المنازل لبعض الناس أو الجلوس داخل المسجد أو خارجها أو في الطرقات وأماكن التجمعات…. وهي السلوكيات التي لا تتفق مع الإسلام الذي يدعونا دائماً للعمل كما في الحديث: (ما أكل أحد طعاماً قط خير من أن يأكل من عمل يده) ولاتتفق في نفس الوقت مع قيمنا الأصيلة في ظل ما ينعم به مجتمعنا من خيرات وفيرة إلى جانب ما يتمتع به مجتمعنا من وجود جهات مختلفة رسمية وأخرى أهلية وكذلك على مستوى كثير من الأفراد ممن سخروا أنفسهم لخدمة هؤلاء المحتاجين أينما كانوا في أنحاء مختلفة من هذه البلاد طمعاً في اكتساب الأجر والمثوبة من عند الله تعالى وهم كثر ولله الحمد وهذه الفئة ينبغي الالتفات إليها وتوعيتها وتبصيرها بمدى أهمية السعي الصحيح لكسب المال وكذلك التحلي بالآداب العامة والسلوك القويم الذي ينسجم مع تعاليم الإسلام فيما يريدون الحصول عليه وأن يدركوا جميعاً أن الإسلام قد تكفل لهم بتوفير ما أمكن من سبل العيش الكريم وذلك من خلال دفع الزكاة والصدقة وما شابه ذلك من المساعدات المختلفة التي تقدم لهم بدافع التنافس على البر والتقوى والإحسان والذي دائماً ما يؤججه هذا الإسلام في نفوس الناس الخيرين كقوله تعالى: (وما تنفقوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون) وقوله تعالى ايضاً: (وان تبدو الصدقات فنعما هي وان تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم سيئاتكم والله بما تعملون خبير).
الحالة الثالثة: وتتمثل في أولئك الناس ممن نعتبرهم فقراء قناعة إذا صح هذا التعبير فهم على الرغم مما يتوافر لديهم من خيرات كثيرة ومال وفير إلا أنهم دائماً ما تجدهم يلهثون وراء جمع المال بأي شكل من الأشكال.. وللمرء أن يصدق أن بعضهم ما إن يسمع بتوزيع صدقة أو زكاة في مقر إقامتهم إلا وقد هبوا إليها مسرعين متجاهلين بذلك ما لديهم من مال كما في قوله تعالى: (فأما بنعمة ربك فحدث) وأن التحدث به شكر لله تعالى وأنه يفضي للمزيد منه كما في قوله تعالى (ولئن شكرتم لأزيدنكم) وأن القناعة كنز لا يفنى كما ورد في الأمثال عوضاً عما تستوجبه الشريعة الإسلامية بخصوص هذا المال من حيث الإنفاق على النفس كما في الحديث (ان الله يحب إذا أنعم على عبد أن يرى اثره عليه) وكذلك النفقة على الأسرة والتوسيع على أفرادها دونما إسراف أو تبذير إلى جانب مساعدة الفقراء والمساكين وذو الحاجة ممن لهم حق مشروع من هذا المال كما في قوله تعالى (وفي أموالكم حق معلوم للسائل والمحروم) في الوقت الذي ربما يؤدي هذا الاكتناز لهذا المال وحرمان الأبناء منه إلى وقوع خلافات أو نزاعات أو فرقة أو قطيعة رحم بين الأبناء أو عموم الورثة بعد وفاة أبيهم أو مورثهم وخاصة في حالة عدم التوافق أو التراضي فيما بينهم عند توزيعهم لهذا المال أو عدم استناد ذلك لضوابط شرعية عوضاً عن العقوبات الدنيوية أو الأخروية لمن اكتنز هذا المال كما نص على القرآن الكريم بقوله تعالى (والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم).
الحالة الرابعة: ونحسبها في أولئك الناس ممن حباهم الله بمال كثير كسابقيهم أو ممن ينعمون بما يسد حاجتهم على الأقل ولكنهم بدلاً من أن يصرفوا هذا المال على نحو صحيح إمتثالاً لقوله تعالى: (والذين إذا انفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما) يقومون بصرفه دونما حساب بدافع الجنوح إلى الخيلاء أو التباهي لكي يقال عنهم أناس قادرون على الشراء أو أنهم على قدر كبير من الوجاهة والمكانة الاجتماعية كما يلاحظ ذلك على البعض من هؤلاء الناس من خلال إقامة الولائم بمناسبة أو غير مناسبة أو ما شابه ذلك من الأمور التي تدعو للتباهي والتفاخر بين الناس كالإقدام على التعدد تقليداً لأحد الأصدقاء أو تشييد المباني الفاخرة التي تكون مشابهة تماماً بالعمائر المجاورة أو شراء سيارات متعددة تبعاً لموديلاتها الجديدة لتقليد أحد الناس المقربين وهلم جرا… الأمر الذي ربما يوقعهم هذا التصرف الخاطئ في نهاية الأمر في دائرة العوز والحاجة أو الفقر الذي لا مبرر له. وهو السلوك الذي ينبذه الإسلام فيما يدعو من جانب آخر للتوسط والاعتدال سواءً في المال أو في غيره من جوانب الحياة الأخرى كما في قوله تعالى (…. وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) وقوله تعالى (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين) وأيضاً قوله تعالى (ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوماً محسورا) وأي حسرة تلك يمكن أن يجنبها الإنسان من وراء هذا التصرف غير الواعي وغير المتزن ليسأل بذلك الناس أعطوه أو منعوه…. وهكذا هو حال الكثير منا في هذا العصر الذي طغت فيه الماديات على حساب القيم ومكارم الأخلاق بين التقتير والاكتناز أو الحرمان حتى في أوجب الواجبات المطلوبة للأسرة أو الأهل والفقراء والمحتاجين وبين الإسراف والتبذير وسوء التصرف والذي غالباً ما يدفع بصاحبه إلى التدين أو الاستلاف الذي هو هم بالليل وذل بالنهار أو إلى سوء الحال مع نفاذ هذا المال فيقعد حينئذ ملوماً محسورا او ما شابه ذلك من حدوث بعض المشاكل المختلفة داخل الأسرة نتيجة لحاجتها الماسة لهذا المال الذي فقدته بسبب التصرف غير السوي من قبل عائلها أو المجتمع بشكل عام نتيجة لعدم إيفاء مثل هذا الإنسان لحقوق الآخرين ممن تدين منهم لتعويض ما أفقده من مال بسبب الإسراف.. وهو السلوك المختلف الذي لم نعهده في مجتمعنا من قبل وللأسف الشديد.. ولعلنا في الختام نخلص إلى القول بأن الفقر يعد من متلازمات الحياة الإنسانية ولكن العاقل من اغتنم فرص العمل لتبديد هذا الفقر إذا ما حل عليه أو ادخر من غناه يسد رمقه في حالة تغيير الظروف من أمامه أو كما قيل حسن التدبير مع الكفاف أبقى من الكثير مع الإسراف وبالله التوفيق.