Loading

سائل سألني سؤال

ينما كنت جالساً مع ثلة من الأصحاب في أحدى المُناسبات، سألني أحدهم سؤالاً في مسألة فقهية، فقلت له لا أدري لكوني لا أملك الإجابة على اعتبار ذلك خارج نطاق تخصصي العلمي من جهة، ولتحاشي أيضاً ما قد يقع مني من خطأ أو خلل فيما لو اجتهدت في الإجابة بحكم أنني باحث ومُطلع من جهة ثانية، متمثلاً بقول القائل (من قال لا ادري فقد أفتى) موضحاً له بأن هذه العبارة تعني فيما تعنيه حمل الشخص على البحث والتقصي لبلوغ المراد على وجهه الصحيح، ولقد وردت على لسان نبينا ومعلمنا الأول صلى الله عليه وسلم وقتما سُؤل عن أي البلدان شر؟ فقال لا أدري ليسأل بذلك جبريل عليه السلام والذي قال هو الآخر، لا أدري حتى إذا ما انطلق إلى ربه ثم مكث ما شاء أن يمكث عاد ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألت ربي عز وجل أي البلدان شر؟ فقال ( أسواقها..) رواه الإمام أحمد ، وهناك الكثير من الصحابة وسلف الأمة الصالحين رضوان الله عليهم يلجئون لذلك في حالة عدم استطاعتهم الإجابة على أي سؤال يُطرح عليهم، فمما يروى عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال لا أدري في اثنتين وثلاثين من جملة ثمانية وأربعين مسألة عُرضت عليه ومثله الإمام الشافعي رحمه الله والذي عندما سُؤل ذات مرة عن المتعة أكان فيها طلاق أو ميراث أو نفقة تجب أو شهادة فقال لا ادري، فقول المعلم أو الفقيه أو المفتي أو إمام المسجد على سبيل المثال لا أدري لا ينقص من قدرهم ومكانتهم العلمية والاجتماعية شيئا كما يظنه بعض الجهلة من الناس وإنما يدفعهم ذلك لمزيد من البحث والتقصي عما سئلوا عنه وهو ما يتيح لهم بالتالي فرصة الترقي العلمي في مجال تخصصهم، فما أجمل أن نقول لا ندري عندما لا نملك الإجابة على أن نجتهد لاحقاً في البحث عنها من باب العلم بالشيء ولا الجهل به. يقول البارودي في كتابه أدب الدين والدنيا ( فإذا لم يكن إلى الإحاطة بالعلم سبيل فلا عار أن يجهل بعضه، وإذا لم يكن في جهل بعضه عار لم يقبح به أن يقول لا أعلم فيما ليس يعلم ) ولا أخال عليكم، فإن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما لمسته من بعض الأشخاص من أنهم يجيبون على ما يُطرح عليهم من تساؤلات فقهية من قبل أناس آخرين بينما هم ليسوا على قدر كاف من الإجابة الصحيحة على تساؤلاتهم والذي ربما يوقع هؤلاء الناس فيما لا تحمد عقباه من السلوكيات الخاطئة التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، لذلك ندعو كل من يريد أن يعرف شيئاً عما يجهله في أمور دينه ودنياه وآخرته أن يسأل المختصين في هذا الشأن وهم كثر في هذه البلاد المباركة وفي مقدمتهم هيئة كبار العلماء انطلاقا من قوله تعالى ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) كما ندعوا أيضاً اخواننا المعلمين واخواتنا المعلمات على وجه التحديد إلى ضرورة تحري الإجابة الدقيقة على تساؤلات أبنائهم الطلاب والطالبات لتجاوز أي نقص أو خطأ قد يُؤثر على تحصيلهم العلمي، وليدرك الجميع بالإضافة لذلك بأن الخطأ إذا ما وصل إلى ذاكرة أي إنسان ومن ثم استقر فيها دونما تصحيح فأنه بلا شك سيصبح جزءً لا يتجزأ من مكونه الفكري والذي ربما يتحول فيما بعد مع الظروف المواتية إلى سلوكيات غير مناسبة أو غير مرغوب فيها أو سيئة وينجم عنه أضرار بالغة الخطورة بحق الناس الآخرين ، ولعل ما وقع من بعض الأفراد في سنوات ماضية من سلوكيات أضرت بمجتمعنا المسلم في بعض جوانب الحياة من جراء مفاهيم خاطئة في العقيدة قد تلقوها من أشخاص لهم اهتمامات في هذا الشأن خير دليل على مدى خطورة مثل هذه الأخطاء ، ولذلك ما أحرانا بالتنبه والاهتمام لكل ما نقوله للناس من إفتاء أو تعليم أو غيره لنقي بالتالي أنفسنا ومجتمعنا ووطننا من الوقوع في مثل هذه الإشكاليات غير محمودة العواقب وحينئذ لا ينفع الندم فمن قال لا ادري فقد أفتى والوقاية خير من العلاج ، والله هو الهادي إلى سواء السبيل .   

سائل سألني سؤال

ينما كنت جالساً مع ثلة من الأصحاب في أحدى المُناسبات، سألني أحدهم سؤالاً في مسألة فقهية، فقلت له لا أدري لكوني لا أملك الإجابة على اعتبار ذلك خارج نطاق تخصصي العلمي من جهة، ولتحاشي أيضاً ما قد يقع مني من خطأ أو خلل فيما لو اجتهدت في الإجابة بحكم أنني باحث ومُطلع من جهة ثانية، متمثلاً بقول القائل (من قال لا ادري فقد أفتى) موضحاً له بأن هذه العبارة تعني فيما تعنيه حمل الشخص على البحث والتقصي لبلوغ المراد على وجهه الصحيح، ولقد وردت على لسان نبينا ومعلمنا الأول صلى الله عليه وسلم وقتما سُؤل عن أي البلدان شر؟ فقال لا أدري ليسأل بذلك جبريل عليه السلام والذي قال هو الآخر، لا أدري حتى إذا ما انطلق إلى ربه ثم مكث ما شاء أن يمكث عاد ليقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد سألت ربي عز وجل أي البلدان شر؟ فقال ( أسواقها..) رواه الإمام أحمد ، وهناك الكثير من الصحابة وسلف الأمة الصالحين رضوان الله عليهم يلجئون لذلك في حالة عدم استطاعتهم الإجابة على أي سؤال يُطرح عليهم، فمما يروى عن الإمام مالك رحمه الله أنه قال لا أدري في اثنتين وثلاثين من جملة ثمانية وأربعين مسألة عُرضت عليه ومثله الإمام الشافعي رحمه الله والذي عندما سُؤل ذات مرة عن المتعة أكان فيها طلاق أو ميراث أو نفقة تجب أو شهادة فقال لا ادري، فقول المعلم أو الفقيه أو المفتي أو إمام المسجد على سبيل المثال لا أدري لا ينقص من قدرهم ومكانتهم العلمية والاجتماعية شيئا كما يظنه بعض الجهلة من الناس وإنما يدفعهم ذلك لمزيد من البحث والتقصي عما سئلوا عنه وهو ما يتيح لهم بالتالي فرصة الترقي العلمي في مجال تخصصهم، فما أجمل أن نقول لا ندري عندما لا نملك الإجابة على أن نجتهد لاحقاً في البحث عنها من باب العلم بالشيء ولا الجهل به. يقول البارودي في كتابه أدب الدين والدنيا ( فإذا لم يكن إلى الإحاطة بالعلم سبيل فلا عار أن يجهل بعضه، وإذا لم يكن في جهل بعضه عار لم يقبح به أن يقول لا أعلم فيما ليس يعلم ) ولا أخال عليكم، فإن ما دفعني لكتابة هذا المقال هو ما لمسته من بعض الأشخاص من أنهم يجيبون على ما يُطرح عليهم من تساؤلات فقهية من قبل أناس آخرين بينما هم ليسوا على قدر كاف من الإجابة الصحيحة على تساؤلاتهم والذي ربما يوقع هؤلاء الناس فيما لا تحمد عقباه من السلوكيات الخاطئة التي تتعارض مع تعاليم الإسلام، لذلك ندعو كل من يريد أن يعرف شيئاً عما يجهله في أمور دينه ودنياه وآخرته أن يسأل المختصين في هذا الشأن وهم كثر في هذه البلاد المباركة وفي مقدمتهم هيئة كبار العلماء انطلاقا من قوله تعالى ( وما أرسلنا من قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) كما ندعوا أيضاً اخواننا المعلمين واخواتنا المعلمات على وجه التحديد إلى ضرورة تحري الإجابة الدقيقة على تساؤلات أبنائهم الطلاب والطالبات لتجاوز أي نقص أو خطأ قد يُؤثر على تحصيلهم العلمي، وليدرك الجميع بالإضافة لذلك بأن الخطأ إذا ما وصل إلى ذاكرة أي إنسان ومن ثم استقر فيها دونما تصحيح فأنه بلا شك سيصبح جزءً لا يتجزأ من مكونه الفكري والذي ربما يتحول فيما بعد مع الظروف المواتية إلى سلوكيات غير مناسبة أو غير مرغوب فيها أو سيئة وينجم عنه أضرار بالغة الخطورة بحق الناس الآخرين ، ولعل ما وقع من بعض الأفراد في سنوات ماضية من سلوكيات أضرت بمجتمعنا المسلم في بعض جوانب الحياة من جراء مفاهيم خاطئة في العقيدة قد تلقوها من أشخاص لهم اهتمامات في هذا الشأن خير دليل على مدى خطورة مثل هذه الأخطاء ، ولذلك ما أحرانا بالتنبه والاهتمام لكل ما نقوله للناس من إفتاء أو تعليم أو غيره لنقي بالتالي أنفسنا ومجتمعنا ووطننا من الوقوع في مثل هذه الإشكاليات غير محمودة العواقب وحينئذ لا ينفع الندم فمن قال لا ادري فقد أفتى والوقاية خير من العلاج ، والله هو الهادي إلى سواء السبيل .   

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

موقع قلم بار-رؤى تربوية تعليمية أدبية اجتماعية ثقافية

قلم بار-Copyright [2023-2024]@

Scroll to Top