لما كانت طبيعة الفروق الفردية التي أوجدها الله بين الناس تعطي اختلافا بيناً لوجهات النظر فإن الحكم على الأشياء ليس بالأمر الهين , وهذا ما يظهر لنا أكثر وضوحا في من يقوم بخدمة الآخرين في إطار المسميات المختلفة لنوع النشاط الذي يقوم به داخل المجتمع .. فذلك تاجر وآخر مزارع وذاك مشرف وآخر مدير, وهكذا فالمدير ( س ) مثلا يراه مجموعة من الناس على انه ناجح لأنه يعرف مهام عمله ويؤديها بتفان وهمة ونشاط وإخلاص . في حين يراه الآخرون من الناس بأنه فاشل لأنه لم يستطع تحقيق كامل الأهداف المنشودة في ظل المتغيرات الحياتية الطارئة أو انه لا يملك من فنون الإدارة وأساليب المعاملة ما يساعده على تخطي الصعاب أو انه من المتشددين بالنظام وما تفرضه اللوائح والتعليمات الرسمية المنظمة لعمله. بحيث لا يتيح لنفسه فرصة المجاملة على حساب العمل المطلوب. وهو الجانب الذي عادة ما تحرص عليه السلطات العليا من اجل تحقيق الأهداف المنشودة للعمل على أكمل وجه، من جهة أخرى ربما تكون الرغبات الشخصية التي حققها المدير لبعض الناس سببا في توقيع الفشل عليه, وهو على العكس من ذلك تماماً، فكل شخص يمكن أن يعبر عن وجهة نظره إزاء الآخر على حسب ما يراه من الصفات والتصرفات والسلوكيات ومدى القبول …, وبالتالي يمكن أن يقال أن فلان من الناس طيب أو أنه سيء , هادئ , أو شرس , كسول أو نشيط .ناجح أو فاشل ديمقراطي أو استقراطي . وهكذا دوليك . فالفروق الفردية هذه وما تتضمنه من ميول واتجاهات ومواهب وقدرات تجعل كل شخص منا يحتاج للشخص الآخر, وذلك لأن الصفات البشرية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوافر مجتمعة في شخص واحد وتلك هي حكمة الله البالغة فذاك شخص يجيد فن الكتابة بينما أحد إخوته داخل الأسرة الواحدة يجيد فن الغوص في البحار، في حين أخوهم الثالث لديه قدرة فائقة في امتلاك الأسلوب المؤثر في نفوس من يتحدث معهم من الناس من خلال الكلمة التي يقولها .. من هنا نستنتج أن الحكم على الأمور يجب أن تخضع لمعايير واعتبارات معينة .. أجمع اغلب علماء النفس والإدارة على أنها مهما بلغت من الدقة فإنها لن تعطي الحكم النهائي الدقيق لعمل أي إنسان . ولقد أشار الفارابي أحد رواد المثالية في الإدارة إلى هذه النقطة بقوله : من العسير جداً أن تتحقق صفات القيادة الرشيدة في شخص وأحد . رغم انه جمعها في اثنتي عشر صفة فطرية طبيعية في الإنسان بالإضافة إلى ست صفات أخرى مكتسبة لممارسة القيادة الصحيحة والتي لا يتسع المجال لذكرها هنا ، وحتى لا تتشعب الأمور من أمامنا دعونا نركز على من هو المدير الناجح , والمدير الفعال , والمدير الفاشل ؟ المدير الناجح : كما يراه البعض هو الشخص الذي تتوافر فيه سمات الشخصية الاجتماعية المتزنة إضافة للشعور بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار وتوجيه الطاقات البشرية الممكنة لسير العمل والأخذ بالجانب الإنساني في المعاملات .. أو ذلك الشخص الذي تتوافر فيه المهارات الذاتية والفنية والإنسانية والإدراكية وغيرها من الصفات المتممة لنجاح العمل في حين يرى الآخرون أن نجاح المدير يتوقف على مدى براعته في بناء العلاقات الشخصية حتى لو اخفق في الجوانب الأخرى لعمله، وهذا ما أشار إليه العالم ( فيدلر ) أحد المهتمين بعلم الإدارة في نظريته حين ضمنها أسسا ثلاثة لنجاح القائد أو المدير واعتبر مدى علاقة القائد أو المدير بتابعيه الأساس الأول إلى جانب الأساسين الآخرين وهما : طبيعة العمل الذي يؤديه مرؤوسيه بالإضافة لمقدار القوة ( الثواب والعقاب ) الذي يملكه فضلاً عن الخبرة السابقة وتوفر الظروف المحيطة .. من ناحية أخرى ربما يعكس استجابة المدير لأمر ( ما ) أو يسعى لتنفيذ مطلب معين خارج حدود التعليمات وجه آخر للنجاح في نظر بعض المستفيدين وهو ليس كذلك حيث يعد ذلك مخالفة صريحة بحق النظام .. وهذا ما نلمسه احيانا في هذا العصر وللأسف الشديد ( فزيد من الناس ) ربما يكون مديرا ناجحا لمجرد انه كسب ثقة الآخرين بناء على مدى ما يربطه بهم من علاقات شخصية لها صفة الخدمات الخاصة وهو ربما لا يعرف من مهام عمله سوى التوقيع وتأدية العمل بأي شكل من الإشكال أو جاء الحكم عليه بناء على المظاهر البراقة التي ظهر بها ليخفي بذلك نقصه وعيوبه .أما المدير الفعال كما وصفه الدكتور ( سيد الهواري ) فهو الذي يعتمد في عمله على السلطة الشخصية إلى جانب السلطة الرسمية، وبالتالي يمكن أن يكون المدير الناجح مديراً فعالاً .. على أن الجمع بينهما يمكن أن يحقق التطوير والتنظيم المطلوبين للعمل , ومن ثم الكفاءة الإنتاجية العالية. أما المدير الفاشل .. فهو ذلك المدير الذي لا تتوافر فيه مقومات العمل الناجح ، وبالمقابل يمكن أن يحكم على المدير المجتهد بأنه فاشل عند نقص الإمكانات الضرورية لعمله أو يحكم عليه بالفشل دونما تجربة أو يحكم عليه من أول وهلة قبل أن يعطى له الوقت الكافي للعمل للاستفادة من تجارب من سبقوه في هذا المجال أو نعلق فشل هذا المدير على أمر خارج عن إرادته، كأن يمرض هذا المدير لفترة طويلة ولم يكن باستطاعته القيام بكل الأعمال المناطة به على أكمل وجه أو لا يجد من الإمكانات ما يساعده على تنفيذ أعماله لكي ينجح . . وخلاصة القول يتبين لنا من قول المفكر الإداري ( جيمس لوجان ) أستاذ الإدارة بجامعة اريزونا بأمريكا حين قال: انه من الصعب تحديد الشروط الواجب توافرها، فيمن يشغل مناصب إدارية من حيث مواصفات معينة ( معلومات، مهارات إشرافية , استقرار عاطفي، قدرة على التعامل مع الأشخاص الخارجين , اتجاهات اجتماعية .. ) لأن التجربة أو التطبيق العملي يظهر أن الأشخاص الذين يختلفون في تركيبهم ( من تلك الصفات ) ربما يكونون ناجحين في نفس المنصب , فالمسالة إذا ليست مجرد صفات وإنما أيضا نتائج .. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما تولى الخلافة ( ولن يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئا إن شاء الله .. إنما العظمة لله عز وجل وليس للعباد منها شئ .. فلا يقولن أحدكم : أن عمر تغير منذ ولي .. أعقل الحق من نفسي وأتقدم .. )
لما كانت طبيعة الفروق الفردية التي أوجدها الله بين الناس تعطي اختلافا بيناً لوجهات النظر فإن الحكم على الأشياء ليس بالأمر الهين , وهذا ما يظهر لنا أكثر وضوحا في من يقوم بخدمة الآخرين في إطار المسميات المختلفة لنوع النشاط الذي يقوم به داخل المجتمع .. فذلك تاجر وآخر مزارع وذاك مشرف وآخر مدير, وهكذا فالمدير ( س ) مثلا يراه مجموعة من الناس على انه ناجح لأنه يعرف مهام عمله ويؤديها بتفان وهمة ونشاط وإخلاص . في حين يراه الآخرون من الناس بأنه فاشل لأنه لم يستطع تحقيق كامل الأهداف المنشودة في ظل المتغيرات الحياتية الطارئة أو انه لا يملك من فنون الإدارة وأساليب المعاملة ما يساعده على تخطي الصعاب أو انه من المتشددين بالنظام وما تفرضه اللوائح والتعليمات الرسمية المنظمة لعمله. بحيث لا يتيح لنفسه فرصة المجاملة على حساب العمل المطلوب. وهو الجانب الذي عادة ما تحرص عليه السلطات العليا من اجل تحقيق الأهداف المنشودة للعمل على أكمل وجه، من جهة أخرى ربما تكون الرغبات الشخصية التي حققها المدير لبعض الناس سببا في توقيع الفشل عليه, وهو على العكس من ذلك تماماً، فكل شخص يمكن أن يعبر عن وجهة نظره إزاء الآخر على حسب ما يراه من الصفات والتصرفات والسلوكيات ومدى القبول …, وبالتالي يمكن أن يقال أن فلان من الناس طيب أو أنه سيء , هادئ , أو شرس , كسول أو نشيط .ناجح أو فاشل ديمقراطي أو استقراطي . وهكذا دوليك . فالفروق الفردية هذه وما تتضمنه من ميول واتجاهات ومواهب وقدرات تجعل كل شخص منا يحتاج للشخص الآخر, وذلك لأن الصفات البشرية لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتوافر مجتمعة في شخص واحد وتلك هي حكمة الله البالغة فذاك شخص يجيد فن الكتابة بينما أحد إخوته داخل الأسرة الواحدة يجيد فن الغوص في البحار، في حين أخوهم الثالث لديه قدرة فائقة في امتلاك الأسلوب المؤثر في نفوس من يتحدث معهم من الناس من خلال الكلمة التي يقولها .. من هنا نستنتج أن الحكم على الأمور يجب أن تخضع لمعايير واعتبارات معينة .. أجمع اغلب علماء النفس والإدارة على أنها مهما بلغت من الدقة فإنها لن تعطي الحكم النهائي الدقيق لعمل أي إنسان . ولقد أشار الفارابي أحد رواد المثالية في الإدارة إلى هذه النقطة بقوله : من العسير جداً أن تتحقق صفات القيادة الرشيدة في شخص وأحد . رغم انه جمعها في اثنتي عشر صفة فطرية طبيعية في الإنسان بالإضافة إلى ست صفات أخرى مكتسبة لممارسة القيادة الصحيحة والتي لا يتسع المجال لذكرها هنا ، وحتى لا تتشعب الأمور من أمامنا دعونا نركز على من هو المدير الناجح , والمدير الفعال , والمدير الفاشل ؟ المدير الناجح : كما يراه البعض هو الشخص الذي تتوافر فيه سمات الشخصية الاجتماعية المتزنة إضافة للشعور بالمسؤولية والقدرة على اتخاذ القرار وتوجيه الطاقات البشرية الممكنة لسير العمل والأخذ بالجانب الإنساني في المعاملات .. أو ذلك الشخص الذي تتوافر فيه المهارات الذاتية والفنية والإنسانية والإدراكية وغيرها من الصفات المتممة لنجاح العمل في حين يرى الآخرون أن نجاح المدير يتوقف على مدى براعته في بناء العلاقات الشخصية حتى لو اخفق في الجوانب الأخرى لعمله، وهذا ما أشار إليه العالم ( فيدلر ) أحد المهتمين بعلم الإدارة في نظريته حين ضمنها أسسا ثلاثة لنجاح القائد أو المدير واعتبر مدى علاقة القائد أو المدير بتابعيه الأساس الأول إلى جانب الأساسين الآخرين وهما : طبيعة العمل الذي يؤديه مرؤوسيه بالإضافة لمقدار القوة ( الثواب والعقاب ) الذي يملكه فضلاً عن الخبرة السابقة وتوفر الظروف المحيطة .. من ناحية أخرى ربما يعكس استجابة المدير لأمر ( ما ) أو يسعى لتنفيذ مطلب معين خارج حدود التعليمات وجه آخر للنجاح في نظر بعض المستفيدين وهو ليس كذلك حيث يعد ذلك مخالفة صريحة بحق النظام .. وهذا ما نلمسه احيانا في هذا العصر وللأسف الشديد ( فزيد من الناس ) ربما يكون مديرا ناجحا لمجرد انه كسب ثقة الآخرين بناء على مدى ما يربطه بهم من علاقات شخصية لها صفة الخدمات الخاصة وهو ربما لا يعرف من مهام عمله سوى التوقيع وتأدية العمل بأي شكل من الإشكال أو جاء الحكم عليه بناء على المظاهر البراقة التي ظهر بها ليخفي بذلك نقصه وعيوبه .أما المدير الفعال كما وصفه الدكتور ( سيد الهواري ) فهو الذي يعتمد في عمله على السلطة الشخصية إلى جانب السلطة الرسمية، وبالتالي يمكن أن يكون المدير الناجح مديراً فعالاً .. على أن الجمع بينهما يمكن أن يحقق التطوير والتنظيم المطلوبين للعمل , ومن ثم الكفاءة الإنتاجية العالية. أما المدير الفاشل .. فهو ذلك المدير الذي لا تتوافر فيه مقومات العمل الناجح ، وبالمقابل يمكن أن يحكم على المدير المجتهد بأنه فاشل عند نقص الإمكانات الضرورية لعمله أو يحكم عليه بالفشل دونما تجربة أو يحكم عليه من أول وهلة قبل أن يعطى له الوقت الكافي للعمل للاستفادة من تجارب من سبقوه في هذا المجال أو نعلق فشل هذا المدير على أمر خارج عن إرادته، كأن يمرض هذا المدير لفترة طويلة ولم يكن باستطاعته القيام بكل الأعمال المناطة به على أكمل وجه أو لا يجد من الإمكانات ما يساعده على تنفيذ أعماله لكي ينجح . . وخلاصة القول يتبين لنا من قول المفكر الإداري ( جيمس لوجان ) أستاذ الإدارة بجامعة اريزونا بأمريكا حين قال: انه من الصعب تحديد الشروط الواجب توافرها، فيمن يشغل مناصب إدارية من حيث مواصفات معينة ( معلومات، مهارات إشرافية , استقرار عاطفي، قدرة على التعامل مع الأشخاص الخارجين , اتجاهات اجتماعية .. ) لأن التجربة أو التطبيق العملي يظهر أن الأشخاص الذين يختلفون في تركيبهم ( من تلك الصفات ) ربما يكونون ناجحين في نفس المنصب , فالمسالة إذا ليست مجرد صفات وإنما أيضا نتائج .. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عندما تولى الخلافة ( ولن يغير الذي وليت من خلافتكم من خلقي شيئا إن شاء الله .. إنما العظمة لله عز وجل وليس للعباد منها شئ .. فلا يقولن أحدكم : أن عمر تغير منذ ولي .. أعقل الحق من نفسي وأتقدم .. )