من المظاهر السلوكية التي باتت تشكل منعطفا خطيرا في مجتمعنا المعاصر وتحديدا بين النساء ظاهرة التباهي والتفاخر في لبس الفساتين الفارهة والباهظة الثمن ورفض كثير منهن لباسها لمرة ثانية . اعتقادا منهن بأن هذا السلوك يجنبهن النقد المتوقع لهن من قبل من يشاهدهن في المناسبات فضلا عن النيل من الوجاهة والزهو بالنفس ، ومع أن الإسلام قد ندب إلى التزين والتجمل بالملابس أو الفساتين التي نحن بصددها إلا انه في ذات الوقت حذر من المبالغة والإسراف فيها بقول الله تعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ( ويقصد بذلك الملابس الساترة والجميلة والنظيفة ) وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لايحب المسرفين ) ، وذلك لما في هذه المبالغة والإسراف من أضرار لا تحمد عقباها على ذات الفرد وعلى عموم أفراد المجتمع إذا ما وقعوا في شراكها ، فأخينا في الله والذي كاد أن يفقد أعصابه وهو يتحدث إلى رفاقه عن هذا الجانب في تلك المناسبة التي حضرناها مع ثلة من الأصحاب ما كان يحصل منه مثل هذا السلوك المختلف لولا المعاناة الحقيقية التي يعايشها هذا الرجل المغلوب على أمره من جراء هذا المنحى السلوكي المقلق والذي اتضح لنا من قوله : بأنه يتحتم عليه في كل مناسبة يحضرن إليها زوجتاه وبناته الخمسة دفع ما يزيد على أربعة عشرة ألف ريال لشراء فساتين لهن في الوقت الذي لا يزيد فيه راتبه الشهري عن تسعة آلاف ريال . فلو قدر لهاتين الزوجتين وبناتهن الخمسة أن يحضرن ستة مناسبات زواج على الأقل سنويا فأنه وبعملية حسابية يتحتم على هذا الرجل أن يدفع ما جملته أربعة وثمانون ألف ريال ولنا أن نقيس ذلك على أسر كثيرة تضم بين جنباتها عدد كبير من النساء بما فيهن البنات أيضا واللاتي إذا ما حضرن مثل هذه المناسبات والتي غالبا ما تتم وبكثرة على مدار السنة يحتجن إلى مبالغ مالية طائلة لشراء مثل هذه الملابس أو الفساتين ناهيكم عن المستلزمات التجميلية المتممة والمصاريف الأخرى البيتيه . فالقضية إذا بحق وحقيقة بالغة الخطورة من جراء مثل هذا السلوك غير العقلاني لا سيما في حالة عدم تكرار بعض النساء للبس فساتينهن لمرة أخرى تحت طائلة ( شايفاته عليّ أو شايفينه عليك ) ولهذا السبب فأنه ما أحوجنا جميعا إلى التصدي لمثل هذا السلوك السيئ ومحاولة القضاء عليه بكل الوسائل الممكنة . أما الحلول التي نراها مناسبة للتغلب على هذه المشكلة المقلقة والمؤلمة ، والتي أثقلت دونما ريب كاهل الكثير من أولياء الأمور وأرباب البيوت في مجتمعنا خاصة فيمكن تلخيصها في النقاط التالي :
1- إرجاء لبس الفستان المستخدم سابقا لما يزيد على سنة كاملة من اجل تناسيه من قبل من رأينه من الصديقات اوالمعارف ومن ثم العودة إلى لباسه مرة أخرى في مناسبة جديدة مالم يطرأ على جسم المرأة ومن على شاكلتها من البنات تغيير في الطول أو الحجم وهو ما يحدث نادرا عند النساء البالغات ، والذي يمكن معالجته لدى الخياطين المتخصصين وبسعر زهيد غالبا .
2- العمل على إدخال بعض التعديلات أو التغييرات الممكنة على الفستان الذي لبسته المرأة في مناسبة سابقة كالأكمام أو وضع حزام أو مزركشات أو قطع مختلفة من القماش لم تكن موجودة بالأصل أو القيام بتوسيع الفستان من أسفله أو تطويله بحد معقول وذلك لغرض تغيير الملامح العامة لذلك الفستان المستخدم سابقا .
3- بإمكان المرأة الاستفادة من الفساتين التي بحوزتها وتكرار لبسها في أكثر من مناسبة ولكن بمدن مختلفة إذا لم تكن هذه المناسبات لأشخاص قريبين أو قريبات وقد شاهدن هذه الفساتين عليها مسبقا . أما إذا لم تكن هذه المناسبات لأشخاص غير قريبين أو قريبات منها فلا نعتقد بان تكرار لبس أي فستان لديها يشكل معضلة ما دام أنها بمنأى عن مقولة شافوه عليه .
4- بإمكان المرأة أيضا أن تتبادل لبس الفستان الذي يتوافر لديها مع أخواتها أو صديقاتها الحميمات لاسيما إذا ما كان هذا الفستان هو الوحيد لديها نظرا لسوء حالتها المادية شبيه بذلك بما يفعلنه بعض العرائس بالنسبة لفستان الدخلة حينما يعمدن إلى استعارة مثل هذا الفستان والذي غالبا ما يكون فخما وباهض الثمن من إحدى القريبات أو الصديقات اللاتي تزوجن من قبل حتى إذا ما انتهين منه قمن بإعادته إلى صاحبته الأساسية وهكذا دواليك في كل مناسبة .
5- بامكان المرأة أن تبيع فستانها أو فساتينها من خلال متاجر خاصة بذلك ، وتشتري بالمبلغ المتحصل منها نقدا فستان أو فساتين أخرى جديدة بأقل سعر أو إضافة مبلغ زهيد لذلك المبلغ المتحصل من بيع ذلكم الفستان أو الفساتين السابقة لغرض شراء فستان أو فساتين جديدة وذلك تفاديا للتكاليف الباهظة التي يشكون منها كثير من النساء عوضا عن أولياء أمورهم .
من جهة أخرى لا يفوتنا ومن باب الأمانة أن نشير هنا إلى أنه بقدر ما نجد نساء ينتهجن مثل هذا السلوك غير السوي نجد بالمقابل هناك من النساء في مجتمعنا السعودي ما يربأن بأنفسهن من اتخاذ مثل هذه النظرة القاصرة شعارا لهن أو موضة عصرية كما يقال وذلك بعد أن وضعن رضا الله جل جلاله نصب أعينهن بدلا من رضي الناس والشيطان الرجيم كما في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : من اسخط الله في رضاء الناس سخط الله واسخط عليه من أرضاه ، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من اسخط في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينيه رواه الطبراني ، في السياق نفسه يجب أن تعي عموم النساء ممن أعطاهن الله خيرا كثيرا بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب إذا انعم على عبد أن يرى أثرها عليه . لا يعني بالضرورة التنعم بهذه النعم دونما حساب أو تقنين وإنما يعني التنعم بهذه النعم على نحو من الاعتدال وفي القالب الصحيح الذي يرضي الله المتفضل بالنعم مصداقا لقوله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) وليدرك جميعنا مع هذا كله بان الجمال المنشود لا يقف عند حد لبس الملابس الفاخرة والاستعراض بها أمام الناس وإنما يتجاوز ذلك إلى الأخلاق الكريمة وفضائل الأعمال وهي الأهم والتي من المفترض أن نتنافس عليها جميعاً ذكوراً وإناثاً لأجل كسب الأجر والمثوبة من عند الله تبارك وتعالى . كما أن المال الذي في حوزة كثير منا ليس لنا منه شيء كما في الحديث سوى ما أكلنا فشبعنا ولبسنا فأبلينا وتصدقنا فأبقينا ، وأنه لخليق بنا أن ندرك هذه الأبعاد الحقيقية للمال وليس العكس كما يفعلن بعض النساء اللاتي ما إن يتوفر لديهن شيئا من المال إلا وقمنا بشراء ملابس ذات أشكال وألوان حتى إذا ما استغنين عنها قبل أن تبلى وهذا ما هو حاصل اليوم بين كثير من النساء قمنا بإعطائها بعض الجمعيات الخيرية وهو فعل طيب أو القيام بإتلافها ومن ثم رميها في صناديق النفايات مما يوقعهن هذا السلوك غير السوي في المحذور الذي لا يحبه الله ورسوله ، وبالتالي من منا لا تتوق نفسه بل ويتشوق أيضا لنيل مثل هذه المحبة من لدن خالق كل شيء ومليكه القائل جل في علاه ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ( أي بهذه النعم ) فان عذابي لشديد . جاء في الأمثال قول احد المفكرين وهو ما نختم به مقالنا هذا مع تقديرنا للجميع : لا تنخدع باللباس أو المظهر ، فمن أراد البحث عن اللؤلؤ فليغص في الأعماق .
من المظاهر السلوكية التي باتت تشكل منعطفا خطيرا في مجتمعنا المعاصر وتحديدا بين النساء ظاهرة التباهي والتفاخر في لبس الفساتين الفارهة والباهظة الثمن ورفض كثير منهن لباسها لمرة ثانية . اعتقادا منهن بأن هذا السلوك يجنبهن النقد المتوقع لهن من قبل من يشاهدهن في المناسبات فضلا عن النيل من الوجاهة والزهو بالنفس ، ومع أن الإسلام قد ندب إلى التزين والتجمل بالملابس أو الفساتين التي نحن بصددها إلا انه في ذات الوقت حذر من المبالغة والإسراف فيها بقول الله تعالى ( يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد ( ويقصد بذلك الملابس الساترة والجميلة والنظيفة ) وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لايحب المسرفين ) ، وذلك لما في هذه المبالغة والإسراف من أضرار لا تحمد عقباها على ذات الفرد وعلى عموم أفراد المجتمع إذا ما وقعوا في شراكها ، فأخينا في الله والذي كاد أن يفقد أعصابه وهو يتحدث إلى رفاقه عن هذا الجانب في تلك المناسبة التي حضرناها مع ثلة من الأصحاب ما كان يحصل منه مثل هذا السلوك المختلف لولا المعاناة الحقيقية التي يعايشها هذا الرجل المغلوب على أمره من جراء هذا المنحى السلوكي المقلق والذي اتضح لنا من قوله : بأنه يتحتم عليه في كل مناسبة يحضرن إليها زوجتاه وبناته الخمسة دفع ما يزيد على أربعة عشرة ألف ريال لشراء فساتين لهن في الوقت الذي لا يزيد فيه راتبه الشهري عن تسعة آلاف ريال . فلو قدر لهاتين الزوجتين وبناتهن الخمسة أن يحضرن ستة مناسبات زواج على الأقل سنويا فأنه وبعملية حسابية يتحتم على هذا الرجل أن يدفع ما جملته أربعة وثمانون ألف ريال ولنا أن نقيس ذلك على أسر كثيرة تضم بين جنباتها عدد كبير من النساء بما فيهن البنات أيضا واللاتي إذا ما حضرن مثل هذه المناسبات والتي غالبا ما تتم وبكثرة على مدار السنة يحتجن إلى مبالغ مالية طائلة لشراء مثل هذه الملابس أو الفساتين ناهيكم عن المستلزمات التجميلية المتممة والمصاريف الأخرى البيتيه . فالقضية إذا بحق وحقيقة بالغة الخطورة من جراء مثل هذا السلوك غير العقلاني لا سيما في حالة عدم تكرار بعض النساء للبس فساتينهن لمرة أخرى تحت طائلة ( شايفاته عليّ أو شايفينه عليك ) ولهذا السبب فأنه ما أحوجنا جميعا إلى التصدي لمثل هذا السلوك السيئ ومحاولة القضاء عليه بكل الوسائل الممكنة . أما الحلول التي نراها مناسبة للتغلب على هذه المشكلة المقلقة والمؤلمة ، والتي أثقلت دونما ريب كاهل الكثير من أولياء الأمور وأرباب البيوت في مجتمعنا خاصة فيمكن تلخيصها في النقاط التالي :
1- إرجاء لبس الفستان المستخدم سابقا لما يزيد على سنة كاملة من اجل تناسيه من قبل من رأينه من الصديقات اوالمعارف ومن ثم العودة إلى لباسه مرة أخرى في مناسبة جديدة مالم يطرأ على جسم المرأة ومن على شاكلتها من البنات تغيير في الطول أو الحجم وهو ما يحدث نادرا عند النساء البالغات ، والذي يمكن معالجته لدى الخياطين المتخصصين وبسعر زهيد غالبا .
2- العمل على إدخال بعض التعديلات أو التغييرات الممكنة على الفستان الذي لبسته المرأة في مناسبة سابقة كالأكمام أو وضع حزام أو مزركشات أو قطع مختلفة من القماش لم تكن موجودة بالأصل أو القيام بتوسيع الفستان من أسفله أو تطويله بحد معقول وذلك لغرض تغيير الملامح العامة لذلك الفستان المستخدم سابقا .
3- بإمكان المرأة الاستفادة من الفساتين التي بحوزتها وتكرار لبسها في أكثر من مناسبة ولكن بمدن مختلفة إذا لم تكن هذه المناسبات لأشخاص قريبين أو قريبات وقد شاهدن هذه الفساتين عليها مسبقا . أما إذا لم تكن هذه المناسبات لأشخاص غير قريبين أو قريبات منها فلا نعتقد بان تكرار لبس أي فستان لديها يشكل معضلة ما دام أنها بمنأى عن مقولة شافوه عليه .
4- بإمكان المرأة أيضا أن تتبادل لبس الفستان الذي يتوافر لديها مع أخواتها أو صديقاتها الحميمات لاسيما إذا ما كان هذا الفستان هو الوحيد لديها نظرا لسوء حالتها المادية شبيه بذلك بما يفعلنه بعض العرائس بالنسبة لفستان الدخلة حينما يعمدن إلى استعارة مثل هذا الفستان والذي غالبا ما يكون فخما وباهض الثمن من إحدى القريبات أو الصديقات اللاتي تزوجن من قبل حتى إذا ما انتهين منه قمن بإعادته إلى صاحبته الأساسية وهكذا دواليك في كل مناسبة .
5- بامكان المرأة أن تبيع فستانها أو فساتينها من خلال متاجر خاصة بذلك ، وتشتري بالمبلغ المتحصل منها نقدا فستان أو فساتين أخرى جديدة بأقل سعر أو إضافة مبلغ زهيد لذلك المبلغ المتحصل من بيع ذلكم الفستان أو الفساتين السابقة لغرض شراء فستان أو فساتين جديدة وذلك تفاديا للتكاليف الباهظة التي يشكون منها كثير من النساء عوضا عن أولياء أمورهم .
من جهة أخرى لا يفوتنا ومن باب الأمانة أن نشير هنا إلى أنه بقدر ما نجد نساء ينتهجن مثل هذا السلوك غير السوي نجد بالمقابل هناك من النساء في مجتمعنا السعودي ما يربأن بأنفسهن من اتخاذ مثل هذه النظرة القاصرة شعارا لهن أو موضة عصرية كما يقال وذلك بعد أن وضعن رضا الله جل جلاله نصب أعينهن بدلا من رضي الناس والشيطان الرجيم كما في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم : من اسخط الله في رضاء الناس سخط الله واسخط عليه من أرضاه ، ومن أرضى الله في سخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه من اسخط في رضاه حتى يزينه ويزين قوله وعمله في عينيه رواه الطبراني ، في السياق نفسه يجب أن تعي عموم النساء ممن أعطاهن الله خيرا كثيرا بأن قول النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله يحب إذا انعم على عبد أن يرى أثرها عليه . لا يعني بالضرورة التنعم بهذه النعم دونما حساب أو تقنين وإنما يعني التنعم بهذه النعم على نحو من الاعتدال وفي القالب الصحيح الذي يرضي الله المتفضل بالنعم مصداقا لقوله تعالى ( ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسها كل البسط فتقعد ملوما محسورا ) وليدرك جميعنا مع هذا كله بان الجمال المنشود لا يقف عند حد لبس الملابس الفاخرة والاستعراض بها أمام الناس وإنما يتجاوز ذلك إلى الأخلاق الكريمة وفضائل الأعمال وهي الأهم والتي من المفترض أن نتنافس عليها جميعاً ذكوراً وإناثاً لأجل كسب الأجر والمثوبة من عند الله تبارك وتعالى . كما أن المال الذي في حوزة كثير منا ليس لنا منه شيء كما في الحديث سوى ما أكلنا فشبعنا ولبسنا فأبلينا وتصدقنا فأبقينا ، وأنه لخليق بنا أن ندرك هذه الأبعاد الحقيقية للمال وليس العكس كما يفعلن بعض النساء اللاتي ما إن يتوفر لديهن شيئا من المال إلا وقمنا بشراء ملابس ذات أشكال وألوان حتى إذا ما استغنين عنها قبل أن تبلى وهذا ما هو حاصل اليوم بين كثير من النساء قمنا بإعطائها بعض الجمعيات الخيرية وهو فعل طيب أو القيام بإتلافها ومن ثم رميها في صناديق النفايات مما يوقعهن هذا السلوك غير السوي في المحذور الذي لا يحبه الله ورسوله ، وبالتالي من منا لا تتوق نفسه بل ويتشوق أيضا لنيل مثل هذه المحبة من لدن خالق كل شيء ومليكه القائل جل في علاه ولئن شكرتم لازيدنكم ولئن كفرتم ( أي بهذه النعم ) فان عذابي لشديد . جاء في الأمثال قول احد المفكرين وهو ما نختم به مقالنا هذا مع تقديرنا للجميع : لا تنخدع باللباس أو المظهر ، فمن أراد البحث عن اللؤلؤ فليغص في الأعماق .