يعتقد بعض الناس خطأ أن مبدأ الحرية في المنظومة التربوية يعد مفهوما خاطئا في التربية إن لم يكن هذا المبدأ مُدعاة للفوضى وانفلات السلوك بينما العكس هو الصحيح حيث أثبتت الدراسات التربوية الحديثة على أن هذا المبدأ يُعد من الجوانب التربوية التي من شأنها تكشف الكثير من النواحي النفسية والميول الطبيعية لدى الأطفال عوضاً عن القدرة على الإبداع والابتكار لا سيما إذا ما نال هؤلاء الأطفال قسطا كبيراً من الاهتمام والتوجيه والإرشاد ناهيكم عما تهيئة لهم هذه الحرية من انسجام داخل حجرات الدراسة واستعداد تام لتقبل الدروس واستيعابها وهذا بخلاف ما كانت عليه التربية في الماضي حيث يُمارس الآباء في بيوتهم والمعلمين في مدارسهم أسلوب التسلط وتقييد حريات هؤلاء الأطفال ومن على شاكلتهم من طلبة المدارس . الأمر الذي كان من نتائجه عدم قدرة هؤلاء الأطفال وعموم الطلاب على التعبير عما يجيش في صدورهم من مشاعر وأحاسيس أو التحدث أمام جمع من الناس أو القدرة على الإبداع والابتكار. فمبدأ الحرية في التربية والتعليم باتت مهمة للغاية في هذا المجال التربوي وذلك لكي يتسنى لهؤلاء الأبناء إظهار ما لديهم من أفكار ومواهب وغير ذلك مما يدعوا لكسب الخبرات والتجارب المتنوعة والتي من شأنها تُساعد هؤلاء الأبناء وإلى حد كبير في تعديل سلوكهم من تلقاء أنفسهم بدلاً من فرض الأنظمة الصارمة عليهم وتعطيل التفكير اللازم لهم بما يبعث على التفكر والتدبر والتأمل والاستبصار وتنمية التفكير العلمي والخلاق لحل المشكلات التي قد تصادفهم، فلقد أشارت المفكرة الايطالية منتسوري إلى هذا الجانب بقولها ( ولكي ينمو الجسم ويتسع العقل يجب أن يتمتع الطفل على وجه الخصوص بقسط وافر من الحرية الجسمية وقسط عظيم من الحرية العقلية ) علماً بأن مبدأ الحرية التي ننادي بها في هذا الحيز ليست بالضرورة أن تكون دعوة عامة لترك الحبل على الغارب وإنما هي بمثابة منهج تربوي منظم يُساهم في إخراج هؤلاء الأبناء لاسيما المنتسبين منهم للمدارس من دائرة السأم والكلل الذي دائماً ما يُهيمن عليهم نتيجة لرتابة تلقيهم للدروس وطول المدة التي يقضونها في مدارسهم إلى دائرة أكثر رحابة من الشوق والرغبة في الدراسة والاندفاع نحو البحث عن المعلومات والحقائق بالإضافة للسرعة في انجاز ما قد يوكل إليهم من أعمال وأنشطة مدرسية وبنفس راضية ومسرورة . فكما هو معلوم عند علماء النفس أن الفرد يأتي إلى هذه الدنيا ولديه ميل فطري نحو تحقيق الذات وهذا الميل الفطري أو الدافع كما يسميه البعض من هؤلاء العلماء إذا لم تتاح له فرصة الظهور فأنه سيظل حبيساً في النفس أو مكبوتا إلى أجل مُسمى مما يكون لهذا الوضع شأن عظيم على مجرى حياة كل فرد يعايش مثل هذه الظروف من الإصابة ببعض الإمراض النفسية أو إحداث سلوكيات غير مرغوبٌ فيها غالباً، وهذا في الواقع ما يُذكرنا ببعض أولئك الآباء الذين ما إن يتحرك أحد أبنائهم يمنة أو شمالاً إلا وقد أمره بالجلوس الفوري وعدم الحركة وإذا ما تكلم نهره أو قال له أسكت أو أخرس وهلم جرا في كل موقف، أخي القارئ الكريم إن ما ينبغي أن نعرفه جميعاً أن أسلوب التربية القديم والذي يتضمن تقييد الحريات جعل من معظم الجيل الماضي غير قادر على التعبير أو مواجهة الجمهور كما أسلفنا ولك أن تتصور أن أحد المشرفين التربويين وجه ذات مرة مدير مدرسة في أحد السنين الماضية في أحد المناطق بعدم ترك الطلاب على النحو الذي رآهم فيه يتحركون ويلعبون ويمرحون في فناء المدارس التي زارها آنذاك أثناء الفسحة معتبراً هذا السلوك فوضى عارمة بالمدرسة وهو الأمر الذي لم يقبله مدير تلك المدرسة ليقول له وبعد أن أجلسه وقام بضيافته أن مدرستنا هذه ليست سجن حتى نكبل طلبتها بسلاسل من حديد لنمنعهم بالتالي من الحركة والمرح محيطاً هذا المشرف التربوي بأن هؤلاء الطلاب يتحركون وفق حرية منضبطة وبمتابعة مستمرة من قبل المشرفين اليوميين بالمدرسة، فالحرية إذاً لابد منها في هذا الصدد ما دام أنها لا تتجاوز حدود النظام المعمول به داخل المدارس ومثل ذلك في البيت ولكن بشرط التوجيه والإرشاد والمتابعة، فبدلاً من أن نحبس أطفالنا في أحد غُـرف المنزل لنمنعهم من العبث المتوقع منهم في هذا السن أو نمنعهم من إثارة الضجيج والصريخ مثلاً علينا أن نوجههم إلى الأفضل في السلوك وبأسلوب تربوي قائم على الملاطفة والتبصير والإقناع، وهذا ما نعتقد صواباً في هذا المجال التربوي لنتجاوز بذلك الكبت والعقد النفسية التي قد تحل بهم من جراء هذا الأسلوب العقيم في التربية لينطلقوا حينئذ إلى آفاق أرحب وأوسع في مضمار الحياة من النشاط والحيوية والعطاء .
يعتقد بعض الناس خطأ أن مبدأ الحرية في المنظومة التربوية يعد مفهوما خاطئا في التربية إن لم يكن هذا المبدأ مُدعاة للفوضى وانفلات السلوك بينما العكس هو الصحيح حيث أثبتت الدراسات التربوية الحديثة على أن هذا المبدأ يُعد من الجوانب التربوية التي من شأنها تكشف الكثير من النواحي النفسية والميول الطبيعية لدى الأطفال عوضاً عن القدرة على الإبداع والابتكار لا سيما إذا ما نال هؤلاء الأطفال قسطا كبيراً من الاهتمام والتوجيه والإرشاد ناهيكم عما تهيئة لهم هذه الحرية من انسجام داخل حجرات الدراسة واستعداد تام لتقبل الدروس واستيعابها وهذا بخلاف ما كانت عليه التربية في الماضي حيث يُمارس الآباء في بيوتهم والمعلمين في مدارسهم أسلوب التسلط وتقييد حريات هؤلاء الأطفال ومن على شاكلتهم من طلبة المدارس . الأمر الذي كان من نتائجه عدم قدرة هؤلاء الأطفال وعموم الطلاب على التعبير عما يجيش في صدورهم من مشاعر وأحاسيس أو التحدث أمام جمع من الناس أو القدرة على الإبداع والابتكار. فمبدأ الحرية في التربية والتعليم باتت مهمة للغاية في هذا المجال التربوي وذلك لكي يتسنى لهؤلاء الأبناء إظهار ما لديهم من أفكار ومواهب وغير ذلك مما يدعوا لكسب الخبرات والتجارب المتنوعة والتي من شأنها تُساعد هؤلاء الأبناء وإلى حد كبير في تعديل سلوكهم من تلقاء أنفسهم بدلاً من فرض الأنظمة الصارمة عليهم وتعطيل التفكير اللازم لهم بما يبعث على التفكر والتدبر والتأمل والاستبصار وتنمية التفكير العلمي والخلاق لحل المشكلات التي قد تصادفهم، فلقد أشارت المفكرة الايطالية منتسوري إلى هذا الجانب بقولها ( ولكي ينمو الجسم ويتسع العقل يجب أن يتمتع الطفل على وجه الخصوص بقسط وافر من الحرية الجسمية وقسط عظيم من الحرية العقلية ) علماً بأن مبدأ الحرية التي ننادي بها في هذا الحيز ليست بالضرورة أن تكون دعوة عامة لترك الحبل على الغارب وإنما هي بمثابة منهج تربوي منظم يُساهم في إخراج هؤلاء الأبناء لاسيما المنتسبين منهم للمدارس من دائرة السأم والكلل الذي دائماً ما يُهيمن عليهم نتيجة لرتابة تلقيهم للدروس وطول المدة التي يقضونها في مدارسهم إلى دائرة أكثر رحابة من الشوق والرغبة في الدراسة والاندفاع نحو البحث عن المعلومات والحقائق بالإضافة للسرعة في انجاز ما قد يوكل إليهم من أعمال وأنشطة مدرسية وبنفس راضية ومسرورة . فكما هو معلوم عند علماء النفس أن الفرد يأتي إلى هذه الدنيا ولديه ميل فطري نحو تحقيق الذات وهذا الميل الفطري أو الدافع كما يسميه البعض من هؤلاء العلماء إذا لم تتاح له فرصة الظهور فأنه سيظل حبيساً في النفس أو مكبوتا إلى أجل مُسمى مما يكون لهذا الوضع شأن عظيم على مجرى حياة كل فرد يعايش مثل هذه الظروف من الإصابة ببعض الإمراض النفسية أو إحداث سلوكيات غير مرغوبٌ فيها غالباً، وهذا في الواقع ما يُذكرنا ببعض أولئك الآباء الذين ما إن يتحرك أحد أبنائهم يمنة أو شمالاً إلا وقد أمره بالجلوس الفوري وعدم الحركة وإذا ما تكلم نهره أو قال له أسكت أو أخرس وهلم جرا في كل موقف، أخي القارئ الكريم إن ما ينبغي أن نعرفه جميعاً أن أسلوب التربية القديم والذي يتضمن تقييد الحريات جعل من معظم الجيل الماضي غير قادر على التعبير أو مواجهة الجمهور كما أسلفنا ولك أن تتصور أن أحد المشرفين التربويين وجه ذات مرة مدير مدرسة في أحد السنين الماضية في أحد المناطق بعدم ترك الطلاب على النحو الذي رآهم فيه يتحركون ويلعبون ويمرحون في فناء المدارس التي زارها آنذاك أثناء الفسحة معتبراً هذا السلوك فوضى عارمة بالمدرسة وهو الأمر الذي لم يقبله مدير تلك المدرسة ليقول له وبعد أن أجلسه وقام بضيافته أن مدرستنا هذه ليست سجن حتى نكبل طلبتها بسلاسل من حديد لنمنعهم بالتالي من الحركة والمرح محيطاً هذا المشرف التربوي بأن هؤلاء الطلاب يتحركون وفق حرية منضبطة وبمتابعة مستمرة من قبل المشرفين اليوميين بالمدرسة، فالحرية إذاً لابد منها في هذا الصدد ما دام أنها لا تتجاوز حدود النظام المعمول به داخل المدارس ومثل ذلك في البيت ولكن بشرط التوجيه والإرشاد والمتابعة، فبدلاً من أن نحبس أطفالنا في أحد غُـرف المنزل لنمنعهم من العبث المتوقع منهم في هذا السن أو نمنعهم من إثارة الضجيج والصريخ مثلاً علينا أن نوجههم إلى الأفضل في السلوك وبأسلوب تربوي قائم على الملاطفة والتبصير والإقناع، وهذا ما نعتقد صواباً في هذا المجال التربوي لنتجاوز بذلك الكبت والعقد النفسية التي قد تحل بهم من جراء هذا الأسلوب العقيم في التربية لينطلقوا حينئذ إلى آفاق أرحب وأوسع في مضمار الحياة من النشاط والحيوية والعطاء .