تُعد الاخلاق بشقيها المحمود والمذموم القاسم المشترك بين سائر العباد غير أن ما يُميز أحدهم على الآخر ما يتصف كلا منهم بصفات خاصة فنقول مثلا ذلكم الشخص حكيما ونبيهاً وآخر محبوباً ومحترماً وذلكم الشخص مكروها وآخر سفيها وامعة وهكذا مدى تحليهم بالأخلاق السامية المنبثقة من دين الله الإسلام الصالح لكل زمان ومكان ونبذهم لما سواها قولاً وعملاً، والتحلي في اللغة كلمة مُشتقة من تحلى يتحلى تحلية ومنها اتصف الفرد بسلوك مُعين كقولنا على سبيل المثال تحلى حسام بالحكمة والصبر والتواضع وتحلت أروى بملابس الحشمة ولبس الجواهر النفيسة بينما فؤاد اتصف بالنصب والاحتيال لسرقة أموال الناس بالباطل. أما في العلوم النفسية فالتحلي يعني تجميل القلب والوجدانيات بأصدق المشاعر الإيمانية التي تقرب إلى الله زلفى وحسن مآب وتُجلب المحبة والاحساس بمشاعر الآخرين وفي القرآن الكريم والسنة المطهرة ما يدعو لذلك كالتحلي بالصبر مثلاً والذي يُمثل أعلى مراتب الإيمان استناداً لقوله تعالى ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وإلى العدل والإحسان كما في قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) وإلى العفو والتسامح كما في قوله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) ناهيكم عن الحكمة والحلم والتواضع والعفة والوفاء والرحمة والشفقة والصدق والأمانة والإخلاص والتوسط والاعتدال وصلة الرحم واكرام الضيف واحترام حقوق الجار والنخوة واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم ومجاهدة النفس وترويضها وتهذيبها بما يتوافق مع دين الله القويم .أما التخلي فيعني ترك الفرد لحقوقه عن طواعية أو تنازله عن شيء لا يروق له أو يستحسنه أو يضره أو يخرجه من ملته الإسلامية كالإشراك بالله والتبرك بقبور الصالحين وارتكاب المحرمات من قتل وسرقة وفواحش عوضاً عن أكل الربا وممارسة سلوكيات وتصرفات ذميمة كالغضب والكذب والتكبر والظلم والانانية والبخل ونكران الجميل والنميمة والنفاق والشماتة والخيانة والسعي في الأرض فسادا بمختلف الطرق والوسائل فيما تشير الأدبيات إلى أن التحلي والتخلي مسوغان لا ينفصلان عن بعضهما البعض على الاطلاق فقد يتحلى الشخص بصفات جميلة غير أنه يُمارس عادة شرب الدخان وقد يكون طيباً جداً غير أنه حساس ويحتاج لمعاملة خاصة ، وحتى يتحلى الشخص بكل ما ذكرناه سابقاً من قيم وأخلاق نبيلة ويتخلى عما سواها كما أسلفنا عليه أن يسبر غور نفسه من حين لآخر ليتخلص عما ترسخ فيها من حقد وكراهية وشحناء وكبرياء ومكر وخديعة وتطفل والنظر لما في أيدي الناس وملاحقة اخبارهم وأسرارهم بالإضافة للتخلص من العادات السيئة والقبيحة ووساوس الشيطان الرجيم والحساسية المفرطة والوهن واجترار المشاكل الراكدة في العقل الباطني علماً بأن التحلي بالفضائل غالباً ما تكون سهلة المنال بينما التخلي عن العادات والتقاليد المتوارثة غالباً ما تكون صعبة التحقيق ذلك لأن ما يعلق في الذاكرة ويترسخ في أغوار النفس البشرية ومنذ الصغر ليس من السهولة بمكان التخلي عنه أو نسيانه أو تجاهله وهو ما ينطبق عليه مقولة : تزيل جبل ولا تزيل طبيعة ولكن بالإرادة القوية والعزيمة الصادقة والإصرار والمثابرة يمكن تجاوز ذلك ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حين قال: المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف إلى قوله : وأحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فيما قال المفكر الأمريكي أوليفر نابليون هيل بإن ما يتصوره العقل ويصدقه أياً كان يمكنه تحقيقه من خلال تحليه بتوجيه فكره على نحو إيجابي أما نحن فنؤكد على ضرورة أن يتخلى الفرد عما يغضب الله عز وجل وعن كل ما يؤثر في مداركه ووجدانياته ويحد من تفاعله في عموم حياته ويثبط من قواه وعزائمه من خلال ترك العنان لنفسه لهيمنة اليأس والقنوط والخوف والتوتر والقلق والتكاسل والتخاذل وتبني الأفكار السيئة والهدامة والمهلكة لذاته قال تعالى وهو ما نختتم به مقالنا هذا ( وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )
تُعد الاخلاق بشقيها المحمود والمذموم القاسم المشترك بين سائر العباد غير أن ما يُميز أحدهم على الآخر ما يتصف كلا منهم بصفات خاصة فنقول مثلا ذلكم الشخص حكيما ونبيهاً وآخر محبوباً ومحترماً وذلكم الشخص مكروها وآخر سفيها وامعة وهكذا مدى تحليهم بالأخلاق السامية المنبثقة من دين الله الإسلام الصالح لكل زمان ومكان ونبذهم لما سواها قولاً وعملاً، والتحلي في اللغة كلمة مُشتقة من تحلى يتحلى تحلية ومنها اتصف الفرد بسلوك مُعين كقولنا على سبيل المثال تحلى حسام بالحكمة والصبر والتواضع وتحلت أروى بملابس الحشمة ولبس الجواهر النفيسة بينما فؤاد اتصف بالنصب والاحتيال لسرقة أموال الناس بالباطل. أما في العلوم النفسية فالتحلي يعني تجميل القلب والوجدانيات بأصدق المشاعر الإيمانية التي تقرب إلى الله زلفى وحسن مآب وتُجلب المحبة والاحساس بمشاعر الآخرين وفي القرآن الكريم والسنة المطهرة ما يدعو لذلك كالتحلي بالصبر مثلاً والذي يُمثل أعلى مراتب الإيمان استناداً لقوله تعالى ( وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) وإلى العدل والإحسان كما في قوله تعالى ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ) وإلى العفو والتسامح كما في قوله تعالى (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ) ناهيكم عن الحكمة والحلم والتواضع والعفة والوفاء والرحمة والشفقة والصدق والأمانة والإخلاص والتوسط والاعتدال وصلة الرحم واكرام الضيف واحترام حقوق الجار والنخوة واغاثة الملهوف ونصرة المظلوم ومجاهدة النفس وترويضها وتهذيبها بما يتوافق مع دين الله القويم .أما التخلي فيعني ترك الفرد لحقوقه عن طواعية أو تنازله عن شيء لا يروق له أو يستحسنه أو يضره أو يخرجه من ملته الإسلامية كالإشراك بالله والتبرك بقبور الصالحين وارتكاب المحرمات من قتل وسرقة وفواحش عوضاً عن أكل الربا وممارسة سلوكيات وتصرفات ذميمة كالغضب والكذب والتكبر والظلم والانانية والبخل ونكران الجميل والنميمة والنفاق والشماتة والخيانة والسعي في الأرض فسادا بمختلف الطرق والوسائل فيما تشير الأدبيات إلى أن التحلي والتخلي مسوغان لا ينفصلان عن بعضهما البعض على الاطلاق فقد يتحلى الشخص بصفات جميلة غير أنه يُمارس عادة شرب الدخان وقد يكون طيباً جداً غير أنه حساس ويحتاج لمعاملة خاصة ، وحتى يتحلى الشخص بكل ما ذكرناه سابقاً من قيم وأخلاق نبيلة ويتخلى عما سواها كما أسلفنا عليه أن يسبر غور نفسه من حين لآخر ليتخلص عما ترسخ فيها من حقد وكراهية وشحناء وكبرياء ومكر وخديعة وتطفل والنظر لما في أيدي الناس وملاحقة اخبارهم وأسرارهم بالإضافة للتخلص من العادات السيئة والقبيحة ووساوس الشيطان الرجيم والحساسية المفرطة والوهن واجترار المشاكل الراكدة في العقل الباطني علماً بأن التحلي بالفضائل غالباً ما تكون سهلة المنال بينما التخلي عن العادات والتقاليد المتوارثة غالباً ما تكون صعبة التحقيق ذلك لأن ما يعلق في الذاكرة ويترسخ في أغوار النفس البشرية ومنذ الصغر ليس من السهولة بمكان التخلي عنه أو نسيانه أو تجاهله وهو ما ينطبق عليه مقولة : تزيل جبل ولا تزيل طبيعة ولكن بالإرادة القوية والعزيمة الصادقة والإصرار والمثابرة يمكن تجاوز ذلك ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حين قال: المؤمن القوي أحب إلى الله من المؤمن الضعيف إلى قوله : وأحرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، فيما قال المفكر الأمريكي أوليفر نابليون هيل بإن ما يتصوره العقل ويصدقه أياً كان يمكنه تحقيقه من خلال تحليه بتوجيه فكره على نحو إيجابي أما نحن فنؤكد على ضرورة أن يتخلى الفرد عما يغضب الله عز وجل وعن كل ما يؤثر في مداركه ووجدانياته ويحد من تفاعله في عموم حياته ويثبط من قواه وعزائمه من خلال ترك العنان لنفسه لهيمنة اليأس والقنوط والخوف والتوتر والقلق والتكاسل والتخاذل وتبني الأفكار السيئة والهدامة والمهلكة لذاته قال تعالى وهو ما نختتم به مقالنا هذا ( وَمَن يَعْتَصِم بِاللّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ )