التحرش ظاهرة عالمية وحلها مُمكن !

ابتداءً لا بد من القول بأن سلوك التحرش ما هو في حقيقته إلا نزعة غريزية تحدث من قبل بعض الشباب بخاصة وقتما يفتقرون للوازع الديني والتربية الصالحة ومصاحبتهم لرفقاء السوء وتأثرهم بما يشاهدونه من نساء متبرجات أو شبه عاريات أو متجملات بزينة في بعض الميادين والاستراحات وأماكن العمل بالإضافة لما يشاهدونه من صور اباحية ومثيرة ومُهيجة لهذا السلوك من خلال ما تعرضه بعض القنوات الفضائية وأجهزة التقنية الحديثة ناهيكم عن تعاطي المسكرات أو المخدرات في ظل غياب الرقابة والمحاسبة والتساهل في تطبيق العقوبات الرادعة بحق كل من يُمارس هذا السلوك المشين والذي قد يدفع ببعض الشباب إذا ما سنحت الفرص من أمامهم وتمكن الشيطان الرجيم من السيطرة على أفكارهم للوقوع في فاحشة الزنا والعياذ بالله والذي جاء تحريمه والنهى عنه في محكم كتابه العزيز لما ينجم عنه من أمراض خطيرة ومُعدية كالسيلان والزهري والاديز وأخرى عضلية وعصبية ونفسية والتي غالباً ما تدفع هي الأخرى المصابون بها إذا لم يُعالجوا في حينه لسلوكيات إجرامية أو حدوث مشاكل اجتماعية غير محمودة العواقب يُشار في هذا الصدد إلى أنه في حالة عدم رضوخ وتلبية بعض النساء ممن حصلن على إعجاب أولئك الشباب لرغباتهم الجامحة يلجئون لاستخدام طرق استفزازية أو تهديدية لإجبارهن على دفع مبالغ مالية كبيرة لهم أو القيام بنشر صورهن الفاضحة والخادشة للحياء عبر الأجهزة التقنية لكي يشاهدها جميع الناس كنوع من الانتقام هكذا يتجلى سلوك التحرش في أسوأ معانيه ولذا لا جرم حينما يرفضه أكثر الناس حتى في الأوساط غير المسلمة لما يُمثله من انتهاك صارخ بحق عموم النساء على وجه البسيطة لا سيما المحافظات على أعراضهن وعفتهن وكرامتهن وفي ديننا الإسلامي الحنيف والصالح لكل زمان ومكان ما يضبط هذا السلوك ويحكمه ويضعه في إطاره الشرعي الصحيح الذي يتوافق تماماً مع مقتضيات الفطرة التي فُـطر الناس عليها ولأن الاختلاط يُمثل أحد دوافع هذا السلوك فإنه يستوجب على النساء التستر والحشمة ولبس الحجاب كما في قوله تعالى ( وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) وقوله أيضاً (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :ما خلا رجلاً بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما وعندما سؤل عليه الصلاة والسلام عن الحمو (أخو الزوج ) قال: الحمو الموت أما فيما يتعلق بما ذهب إليه مفكرون غربيون وتحت ذريعة الحرية والديموقراطية من أن الاختلاط يساهم كثيراً في بناء وتوطيد العلاقة الحسنة بين الجنسين على نحو من الثقة والتقدير والاحترام المتبادل بينهما عدا كونه يخلق جواً من الالفة والتعود ويُقـلل بالتالي من حدة الشغف بينهما لتسير نواحي الحياة على طبيعتها فهذا نحسبه معتقداً غير صحيحاً وهذا ما اثبته الغربيون بأنفسهم من خلال عدة أبحاث ودراسات قاموا بإجرائها في وقت لاحق فـفي التقرير الأمريكي الذي صدر عام 2010م تضمن بأن الاختلاط في مراحلهم التعليمية نتج عنه حمل واجهاض وانتحار أحياناً لطالبات دون سن العشرين علاوة على الضعف الدراسي لكلا الجنسين نظراً لانشغالهم الذهني المتواتر في هذا الاتجاه فيما أوضحت دراسة أمريكية أجريت عام 1991م بأن الملابس القصيرة والضيقة والشفافة التي يلبسها بعض النساء ساهمت بدرجة عالية في دافعية تحرش الشباب بالنساء وفي دراسة أخرى أظهرت بأن التزين بالمكياج أدى لمثل هذا الفعل في حين أوضحت دراسة مماثلة بأن التسامح وغض النظر عن الموظفين الممارسين لهذا السلوك في مواقع عملهم من حين لآخر ساهم في تأجيج واستمرارية هذا السلوك وانعكاسه سلباً على عملهم وإنتاجهم ولعلنا نستنتج من قصة النبي يوسف عليه السلام التي وردت في القرآن الكريم ما يُدل على أن التحرش لا يقتصر على الرجال كما يعتقده بعض الناس وإنما أيضاً النساء وكذلك دور النبي يوسف عليه السلام في تجاوز هذا الموقف وقتما راودته امرأة العزيز عن نفسه وقد شغفها حباً استناداً لقوله تعالى ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) والسؤال الذي نطرحه على المتحرشون من منظور هذا المنحى السلوكي السيئ، هل تقبلون ذلك لمحارمكم ؟ الإجابة بالطبع لا !! فكيف إذاً تقبلونه لغيرهن من نساء العالمين ؟        

التحرش ظاهرة عالمية وحلها مُمكن !

ابتداءً لا بد من القول بأن سلوك التحرش ما هو في حقيقته إلا نزعة غريزية تحدث من قبل بعض الشباب بخاصة وقتما يفتقرون للوازع الديني والتربية الصالحة ومصاحبتهم لرفقاء السوء وتأثرهم بما يشاهدونه من نساء متبرجات أو شبه عاريات أو متجملات بزينة في بعض الميادين والاستراحات وأماكن العمل بالإضافة لما يشاهدونه من صور اباحية ومثيرة ومُهيجة لهذا السلوك من خلال ما تعرضه بعض القنوات الفضائية وأجهزة التقنية الحديثة ناهيكم عن تعاطي المسكرات أو المخدرات في ظل غياب الرقابة والمحاسبة والتساهل في تطبيق العقوبات الرادعة بحق كل من يُمارس هذا السلوك المشين والذي قد يدفع ببعض الشباب إذا ما سنحت الفرص من أمامهم وتمكن الشيطان الرجيم من السيطرة على أفكارهم للوقوع في فاحشة الزنا والعياذ بالله والذي جاء تحريمه والنهى عنه في محكم كتابه العزيز لما ينجم عنه من أمراض خطيرة ومُعدية كالسيلان والزهري والاديز وأخرى عضلية وعصبية ونفسية والتي غالباً ما تدفع هي الأخرى المصابون بها إذا لم يُعالجوا في حينه لسلوكيات إجرامية أو حدوث مشاكل اجتماعية غير محمودة العواقب يُشار في هذا الصدد إلى أنه في حالة عدم رضوخ وتلبية بعض النساء ممن حصلن على إعجاب أولئك الشباب لرغباتهم الجامحة يلجئون لاستخدام طرق استفزازية أو تهديدية لإجبارهن على دفع مبالغ مالية كبيرة لهم أو القيام بنشر صورهن الفاضحة والخادشة للحياء عبر الأجهزة التقنية لكي يشاهدها جميع الناس كنوع من الانتقام هكذا يتجلى سلوك التحرش في أسوأ معانيه ولذا لا جرم حينما يرفضه أكثر الناس حتى في الأوساط غير المسلمة لما يُمثله من انتهاك صارخ بحق عموم النساء على وجه البسيطة لا سيما المحافظات على أعراضهن وعفتهن وكرامتهن وفي ديننا الإسلامي الحنيف والصالح لكل زمان ومكان ما يضبط هذا السلوك ويحكمه ويضعه في إطاره الشرعي الصحيح الذي يتوافق تماماً مع مقتضيات الفطرة التي فُـطر الناس عليها ولأن الاختلاط يُمثل أحد دوافع هذا السلوك فإنه يستوجب على النساء التستر والحشمة ولبس الحجاب كما في قوله تعالى ( وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ) وقوله أيضاً (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ) وفي الحديث قوله صلى الله عليه وسلم :ما خلا رجلاً بامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما وعندما سؤل عليه الصلاة والسلام عن الحمو (أخو الزوج ) قال: الحمو الموت أما فيما يتعلق بما ذهب إليه مفكرون غربيون وتحت ذريعة الحرية والديموقراطية من أن الاختلاط يساهم كثيراً في بناء وتوطيد العلاقة الحسنة بين الجنسين على نحو من الثقة والتقدير والاحترام المتبادل بينهما عدا كونه يخلق جواً من الالفة والتعود ويُقـلل بالتالي من حدة الشغف بينهما لتسير نواحي الحياة على طبيعتها فهذا نحسبه معتقداً غير صحيحاً وهذا ما اثبته الغربيون بأنفسهم من خلال عدة أبحاث ودراسات قاموا بإجرائها في وقت لاحق فـفي التقرير الأمريكي الذي صدر عام 2010م تضمن بأن الاختلاط في مراحلهم التعليمية نتج عنه حمل واجهاض وانتحار أحياناً لطالبات دون سن العشرين علاوة على الضعف الدراسي لكلا الجنسين نظراً لانشغالهم الذهني المتواتر في هذا الاتجاه فيما أوضحت دراسة أمريكية أجريت عام 1991م بأن الملابس القصيرة والضيقة والشفافة التي يلبسها بعض النساء ساهمت بدرجة عالية في دافعية تحرش الشباب بالنساء وفي دراسة أخرى أظهرت بأن التزين بالمكياج أدى لمثل هذا الفعل في حين أوضحت دراسة مماثلة بأن التسامح وغض النظر عن الموظفين الممارسين لهذا السلوك في مواقع عملهم من حين لآخر ساهم في تأجيج واستمرارية هذا السلوك وانعكاسه سلباً على عملهم وإنتاجهم ولعلنا نستنتج من قصة النبي يوسف عليه السلام التي وردت في القرآن الكريم ما يُدل على أن التحرش لا يقتصر على الرجال كما يعتقده بعض الناس وإنما أيضاً النساء وكذلك دور النبي يوسف عليه السلام في تجاوز هذا الموقف وقتما راودته امرأة العزيز عن نفسه وقد شغفها حباً استناداً لقوله تعالى ( وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) والسؤال الذي نطرحه على المتحرشون من منظور هذا المنحى السلوكي السيئ، هل تقبلون ذلك لمحارمكم ؟ الإجابة بالطبع لا !! فكيف إذاً تقبلونه لغيرهن من نساء العالمين ؟        

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

موقع قلم بار-رؤى تربوية تعليمية أدبية اجتماعية ثقافية

قلم بار-Copyright [2023-2024]@

Scroll to Top