من المساوئ السلوكية التي تتجلج من أتونها أركان النفس البشرية إن لم تكن تهلكها بين لحظة وأخرى ذلك الظلم الذي يقع فيه كثير من الناس وخاصة ممن يعايشون هذه الحياة الفانية بمنأى عن دين الله الإسلام والذي هو بحق مبعث كل خير وهداية وسلام للبشرية جمعاء قال تعالى ممتناً على عباده الصالحين ومحذراً من مغبة الوقوع في دهاليز الظلم ( ولا تظلموا فيهن أنفسكم …) وفي آية أخرى ( إن الظالمين لهم عذاب اليم ) ولعظم هذا الظلم وفداحته فقد ورد ذ كره في القرآن الكريم مائتين وتسعين مرة ولعدد كبير في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والتي هي الأخرى تنبه وتحذر من ضرر هذا الظلم وخطره على الفرد وعلى المجتمع معاً من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ( إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) وقوله ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) وله أنواع ثلاثة بحسب رأي الكثير من المفسرين1- ظلم الإنسان لنفسه كما في قوله تعالى ( ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ) 2- وظلم الإنسان لغيره كما في قوله تعالى ( ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ) 3- وظلم يقع ما بين الإنسان وربه عز وجل كما في قوله تعالى( إن الشرك لظلم عظيم ) وقوله ( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون..) فالظلم إذاً ليس بالأمر الهين على الإطلاق، فلقد نبذته وحقرته كل الشرائع السماوية والملل التي يدين بها مختلف الناس على هذه البسيطة، لأنه يمثل في مضمونه العام الجور ومجاوزة الحد أو الميل عن الحق أو وضع الشيء في غير موضعه بحسب ما ورد في المعاجم اللغوية وعكسه العدل والذي دائماً ما يتحقق من أساسه ومنبعه الإنصاف بين الناس. قال تعالى ( قل أمر ربي بالقسط ) أي بالعدل والإنصاف لا بالظلم والجور، وقوله تعالى( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) أي بإقامة العدل بين الناس والإحسان إليهم كلما كان ذلك ممكنا، وللظلم صور وأشكال متعددة وكلها تصب في نهاية الأمر في قالب واحد وهو الميل عن جادة الحق واليقين، فأكل أموال الناس بالباطل أو انتهاك حرماتهم أو أعراضهم أو سفك دمائهم بغير حق أو حرمان الزوجة من حقوقها المشروعة بعد الالتحاق بزوجات أخريات أو حرمان الأبناء من الرعاية والاهتمام والإنفاق عليهم لمجرد طلاق أمهاتهم أو يقوم مسئول بحرمان موظف من علاوته السنوية التي يستحقها أو نقل أحد موظفيه لأسباب شخصية إلى مكان آخر أو يقوم بالتضييق عليه لأجل أن يترك العمل، وما شابه ذلك يُعد ظلماً دونما شك، ولبشاعة الظلم وعواقبه الوخيمة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) أما أحد الحكماء فقد قال: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك وأحذر عقاب الله الذي سوف يحل بالظالمين إن عاجلاً أو آجلا وأن عذابه دائماً لا ينقطع. فتشغيل عامل بدلاً من آخر غير مؤهل للعمل أو إتاحة الفرصة لموظف للعمل بشهادة مزورة يُعد ظلماً بحقهما وبحق المجتمع بأسره ، كما وأن بخس الطلاب لدرجاتهم المستحقة من قبل بعض معلميهم دون وجهة حق مشروع أو سرقة سيارات أو ممتلكات خاصة أو عامة أو التقصير والإهمال وعدم العناية الفائقة بالمرضى من قبل من يقومون بعلاجهم داخل المصحات أو المستشفيات يُعد ظلماً وينسحب ذلك على مراقبي المحلات التجارية وغضهم النظر عما بها من مأكولات أو مشروبات فاسدة أو منتهية الصلاحية لمعرفتهم الشخصية بأصحابها، ولكون الظالم يقوم بفعل سيء للغاية فإن من يعينه على ظلمه فقد شاركه فعله الشنيع استناداً لقوله صلى الله عليه وسلم ( من أعان ظالماً ليدحض بباطله فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) وفي حديث آخر (من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد خرج من الإسلام ) كما وان من يعلم بمظلوم أو يُعايشه وهو يتجرع الظلم ولا ينصره وهو قادر على ذلك، فإنه يأثم بسكوته هذا، فلقد جاء في الحديث أن البراء بن عازب رضي الله عنه قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ومنها نصرة المظلوم .فلنعي دورنا في هذه المسألة ولندرك سوياً إبعاد هذا الظلم من كافة جوانبه ولنعلم يقيناً بأنه ما من ظالم إلا ونهايته ستكون حتماً مؤسفة أو مهلكة، كما حصل ذلك لفرعون وهامان وغيرهم من الأقوام البائدة كقوم عاد وثمود وأصحاب الأيكة. قال تعالى مؤكداً على عظم الجزاء والحساب الأليم للظالمين ( إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً ) فالله، الله من ظلم الآخرين فإن دعوتهم مستجابة حيث ترتفع فوق الغمام فيقول تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لا نصرنك وبعد حين قال الشاعر( لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم ) ( تنام عيناك والمظلوم منتبه * يدعوا عليك وعين الله لم تنم ) ولأن عاقبة الظلم أشد وأقسى في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فقد وجهنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمسارعة في التحلل من هذا الظلم في الدنيا قبل الآخرة قائلاً عليه أفضل الصلاة والسلام ( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون هناك ديناراً ولا درهما ) وفي حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم وهو يسأل عمن حوله من الصحابة ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فرد عليهم قائلا: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فأن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) وهكذا يكون مصير كل ظالم، جعلنا الله وإياكم من المهتدين وممن لا يظلمون ولا يظلمون.
من المساوئ السلوكية التي تتجلج من أتونها أركان النفس البشرية إن لم تكن تهلكها بين لحظة وأخرى ذلك الظلم الذي يقع فيه كثير من الناس وخاصة ممن يعايشون هذه الحياة الفانية بمنأى عن دين الله الإسلام والذي هو بحق مبعث كل خير وهداية وسلام للبشرية جمعاء قال تعالى ممتناً على عباده الصالحين ومحذراً من مغبة الوقوع في دهاليز الظلم ( ولا تظلموا فيهن أنفسكم …) وفي آية أخرى ( إن الظالمين لهم عذاب اليم ) ولعظم هذا الظلم وفداحته فقد ورد ذ كره في القرآن الكريم مائتين وتسعين مرة ولعدد كبير في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والتي هي الأخرى تنبه وتحذر من ضرر هذا الظلم وخطره على الفرد وعلى المجتمع معاً من ذلك قوله عليه الصلاة والسلام ( إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ) وقوله ( من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ) وله أنواع ثلاثة بحسب رأي الكثير من المفسرين1- ظلم الإنسان لنفسه كما في قوله تعالى ( ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ) 2- وظلم الإنسان لغيره كما في قوله تعالى ( ومن يتعد حدود الله فأولئك هم الظالمون ) 3- وظلم يقع ما بين الإنسان وربه عز وجل كما في قوله تعالى( إن الشرك لظلم عظيم ) وقوله ( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون..) فالظلم إذاً ليس بالأمر الهين على الإطلاق، فلقد نبذته وحقرته كل الشرائع السماوية والملل التي يدين بها مختلف الناس على هذه البسيطة، لأنه يمثل في مضمونه العام الجور ومجاوزة الحد أو الميل عن الحق أو وضع الشيء في غير موضعه بحسب ما ورد في المعاجم اللغوية وعكسه العدل والذي دائماً ما يتحقق من أساسه ومنبعه الإنصاف بين الناس. قال تعالى ( قل أمر ربي بالقسط ) أي بالعدل والإنصاف لا بالظلم والجور، وقوله تعالى( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) أي بإقامة العدل بين الناس والإحسان إليهم كلما كان ذلك ممكنا، وللظلم صور وأشكال متعددة وكلها تصب في نهاية الأمر في قالب واحد وهو الميل عن جادة الحق واليقين، فأكل أموال الناس بالباطل أو انتهاك حرماتهم أو أعراضهم أو سفك دمائهم بغير حق أو حرمان الزوجة من حقوقها المشروعة بعد الالتحاق بزوجات أخريات أو حرمان الأبناء من الرعاية والاهتمام والإنفاق عليهم لمجرد طلاق أمهاتهم أو يقوم مسئول بحرمان موظف من علاوته السنوية التي يستحقها أو نقل أحد موظفيه لأسباب شخصية إلى مكان آخر أو يقوم بالتضييق عليه لأجل أن يترك العمل، وما شابه ذلك يُعد ظلماً دونما شك، ولبشاعة الظلم وعواقبه الوخيمة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته ) أما أحد الحكماء فقد قال: إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك وأحذر عقاب الله الذي سوف يحل بالظالمين إن عاجلاً أو آجلا وأن عذابه دائماً لا ينقطع. فتشغيل عامل بدلاً من آخر غير مؤهل للعمل أو إتاحة الفرصة لموظف للعمل بشهادة مزورة يُعد ظلماً بحقهما وبحق المجتمع بأسره ، كما وأن بخس الطلاب لدرجاتهم المستحقة من قبل بعض معلميهم دون وجهة حق مشروع أو سرقة سيارات أو ممتلكات خاصة أو عامة أو التقصير والإهمال وعدم العناية الفائقة بالمرضى من قبل من يقومون بعلاجهم داخل المصحات أو المستشفيات يُعد ظلماً وينسحب ذلك على مراقبي المحلات التجارية وغضهم النظر عما بها من مأكولات أو مشروبات فاسدة أو منتهية الصلاحية لمعرفتهم الشخصية بأصحابها، ولكون الظالم يقوم بفعل سيء للغاية فإن من يعينه على ظلمه فقد شاركه فعله الشنيع استناداً لقوله صلى الله عليه وسلم ( من أعان ظالماً ليدحض بباطله فقد برئت منه ذمة الله ورسوله ) وفي حديث آخر (من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم انه ظالم فقد خرج من الإسلام ) كما وان من يعلم بمظلوم أو يُعايشه وهو يتجرع الظلم ولا ينصره وهو قادر على ذلك، فإنه يأثم بسكوته هذا، فلقد جاء في الحديث أن البراء بن عازب رضي الله عنه قال أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع ومنها نصرة المظلوم .فلنعي دورنا في هذه المسألة ولندرك سوياً إبعاد هذا الظلم من كافة جوانبه ولنعلم يقيناً بأنه ما من ظالم إلا ونهايته ستكون حتماً مؤسفة أو مهلكة، كما حصل ذلك لفرعون وهامان وغيرهم من الأقوام البائدة كقوم عاد وثمود وأصحاب الأيكة. قال تعالى مؤكداً على عظم الجزاء والحساب الأليم للظالمين ( إنا اعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها وان يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقاً ) فالله، الله من ظلم الآخرين فإن دعوتهم مستجابة حيث ترتفع فوق الغمام فيقول تبارك وتعالى وعزتي وجلالي لا نصرنك وبعد حين قال الشاعر( لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً * فالظلم ترجع عقباه إلى الندم ) ( تنام عيناك والمظلوم منتبه * يدعوا عليك وعين الله لم تنم ) ولأن عاقبة الظلم أشد وأقسى في ذلك اليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم فقد وجهنا المصطفى صلى الله عليه وسلم بالمسارعة في التحلل من هذا الظلم في الدنيا قبل الآخرة قائلاً عليه أفضل الصلاة والسلام ( من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو مال فليتحلل منه اليوم قبل أن لا يكون هناك ديناراً ولا درهما ) وفي حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم وهو يسأل عمن حوله من الصحابة ( أتدرون من المفلس ؟ قالوا يا رسول الله المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فرد عليهم قائلا: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة وقد شتم هذا وقذف هذا وأكل مال هذا وسفك دم هذا وضرب هذا فيعطى هذا من حسناته وهذا من حسناته فأن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه ثم طرح في النار) وهكذا يكون مصير كل ظالم، جعلنا الله وإياكم من المهتدين وممن لا يظلمون ولا يظلمون.