Loading

سـيـكـولـوجـية الـعـتـاب.

يُـعـد العـتاب من متلازمات الحياة التي يلجأ إليها كثير من الناس، وقتما يشعرون بهجران أو قطيعة أو تجاهل أو تنكر لبعض الأشخاص المقربين إليهم أو ممن تربطهم بهم علاقات طيبة وحسنة ، وهو مشتق من عتب يُعاتب عتاباً ومعاتبة ومنه مطالبة الشخص بالرجوع عما بدر منه من إساءة أو تقصير، وأستعتب الأخ أخاه أي استرضاه وأرضاه وهو من القيم المحمودة التي تعمل على تصفية النفوس وإجلاء ما قد علق فيها من سوء ظن أو توتر في العلاقات أو كما يُقال في الأمثال العربية العتاب صابون القلوب ، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تتضمن معاتبة الله جلّ جلاله لبعض أنبيائه ورسله لأجل الوصول بهم إلى الأفضل والأمثل فيما يتوجب عليهم فعله أو القيام به كما في قوله تعالى وهو يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبأرق وألطف العبارات ( عفا الله عنك لمَ أذنت لهم ) وقوله كذلك ( يا أيها النبي لمَ تحرم ما أحل الله لك ) وقوله أيضاً وهو يعاتب نبيه نوح عليه السلام حينما أخذته الشفقة الأبوية والخوف على أبنه من الغرق ( فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) وهناك الكثير من المواقف التي سطرها التاريخ لبعض الحكام والسلاطين والعظماء في هذا الجانب، وقتما وجدوا قصوراً أو تهاوناً أو خللاً من لدن بعض العاملين تحت رئاستهم أو في حالة عدم انصياعهم لأوامرهم بغية تحقيق أغراض ذاتية لأنفسهم . قال أحد الشعراء في هذا الصدد :
١- أعاتب ذا الـمودة من صديـق * إذا ما رابـني منه اجـتـنـاب.
٢- إذا ذهـب الـعـتاب فـلـيـس ود * ويـبقى الـود ما بقي العـتاب.
وحتى يكون العتاب إيجابياً ومُحققاً للأهداف التي يتطلع إليها كل فرد من أجل ديمومة العلاقات الودية مع الآخرين سواءً على المستوى الشخصي أو في محيط العمل لا بد وأن ينطلق هذا العتاب من أسس وآداب وأساليب فنية راقية نجملها فيما يلي :
١- عدم الإكثار في العتاب أو المبالغة فيه أو تضخيمه، فلقد دلت التجارب الواقعية على أن ممارسة العتاب على هذا النحو غالباً ما يؤدي بالشخص الذي نُعاتبه إلى الاشمئزاز والنفور أو يشطح به الفكر إلى حد الهجران والقطيعة، فكثرة العتاب كما قيل تورث البغضاء وتفرق الأحباب .
٢- التزام الهدوء والتعامل بالرفق واللين وعدم التعالي أو رفع الصوت على الشخص المُعاتب امتثالاً لقوله تعالى ( وقولوا للناس حُسناً ) وقوله أيضاً ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).
٣- يُستحسن قبل البدء بالمُعاتبة الإشارة أولاً إلى إيجابيات من نُعاتبه لأجل تهيئته ، ومن ثم الانتقال إلى ذكر القصور أو السلبيات التي حدثت منه، ولكن دونما تقليل من شأنه أو مُعايرته نظير ما قـدمناه له من عـون أو مُساعدة في يوم من الأيام.
٤- إحسان الظن بمن نُعاتبه في حالة تغيبه عنا أو عدم تمكنه من تلبية مطالبنا، فلربما هو الآخر يمر بظروف خاصة أو صعبة لا نعلمها.
٥- أن يكون العتاب في الوقت والمكان المناسبين، وأن نُـشعر من نُعاتبه بأن معاتبتنا له هو من باب الحرص على ديمومة العلاقات الطيبة التي تربطنا به وليس العكس استخدام العبارات والألفاظ المحببة للنفس بدلاً من القاسية أو الجارحة التي من شأنها تترك في نفسية الشخص الذي تعاتبه أثراً سيئاً قد يستمر معه طوال حياته ٦- الابتعاد عن توجيه أي تهمة أو أي شيء يكرهه الشخص الذي نُعاتبه لكي لا يتحول هذا العتاب إلى مشاجرة أو نزاع ينتهي بما لا يُحمد عقباه .
يقول أكثم بن صفيي وهو ما نختم به مقالنا هذا: من تشدّق فرّق ومن تراخى تآلف ، والسرور في التغافل وغض النظر، فيما قال أحد الحكماء : من رضي من الناس بالمسامحة طال استمتاعه بهم.كما أنني أدعو في ذات الوقت إخواني المعلمين وأخواتي المعلمات إلى ضرورة تحري الإجابة الدقيقة على تساؤلات أبنائهم الطلاب والطالبات بحيث إن النقص في الإجابة أو الخطأ فيها ربما يبنى عليه معلومات خاطئة لدراستهم فيؤثر حينئذ على تحصيلهم العلمي، وليدرك الجميع من هذا المنظور أن الخطأ إذا ما وصل إلى ذاكرة الإنسان واستقر فيها دونما تصحيح لا حق فإنه بلا شك سيصبح جزءًا لا يتجزأ من المكون الفكري لهذا الإنسان والذي ربما يتحول فيما بعد مع الظروف المواتية إلى سلوك غير مناسب أو غير مرغوب فيه أو سيئ ينجم عنه أضرار ذاتية تتجاوزه إلى أناس آخرين، ولعل ما وقع من بعض الأفراد في سنوات ماضية من سلوكيات أضرت بمجتمعنا المسلم في بعض جوانب الحياة من جراء مفاهيم خاطئة في العقيدة قد تلقوها من أشخاص لهم اهتمامات في هذا الشأن خير دليل على مدى خطورة مثل هذه الأخطاء، ولذلك ما أحرانا بالتنبه والاهتمام لكل ما نقوله للناس من إفتاء أو تعليم أو غيره لنقي بالتالي أنفسنا ومجتمعنا ووطننا من الوقوع في مثل هذه الإشـكالات غـير المحمودة العواقب وحينئذ لا ينفع الـندم فمن قال لا أدري فـقد أفتى والله هو الهـادي إلى سـواء السبيل.

سـيـكـولـوجـية الـعـتـاب.

يُـعـد العـتاب من متلازمات الحياة التي يلجأ إليها كثير من الناس، وقتما يشعرون بهجران أو قطيعة أو تجاهل أو تنكر لبعض الأشخاص المقربين إليهم أو ممن تربطهم بهم علاقات طيبة وحسنة ، وهو مشتق من عتب يُعاتب عتاباً ومعاتبة ومنه مطالبة الشخص بالرجوع عما بدر منه من إساءة أو تقصير، وأستعتب الأخ أخاه أي استرضاه وأرضاه وهو من القيم المحمودة التي تعمل على تصفية النفوس وإجلاء ما قد علق فيها من سوء ظن أو توتر في العلاقات أو كما يُقال في الأمثال العربية العتاب صابون القلوب ، وفي القرآن الكريم آيات كثيرة تتضمن معاتبة الله جلّ جلاله لبعض أنبيائه ورسله لأجل الوصول بهم إلى الأفضل والأمثل فيما يتوجب عليهم فعله أو القيام به كما في قوله تعالى وهو يخاطب نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وبأرق وألطف العبارات ( عفا الله عنك لمَ أذنت لهم ) وقوله كذلك ( يا أيها النبي لمَ تحرم ما أحل الله لك ) وقوله أيضاً وهو يعاتب نبيه نوح عليه السلام حينما أخذته الشفقة الأبوية والخوف على أبنه من الغرق ( فلا تسألني ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) وهناك الكثير من المواقف التي سطرها التاريخ لبعض الحكام والسلاطين والعظماء في هذا الجانب، وقتما وجدوا قصوراً أو تهاوناً أو خللاً من لدن بعض العاملين تحت رئاستهم أو في حالة عدم انصياعهم لأوامرهم بغية تحقيق أغراض ذاتية لأنفسهم . قال أحد الشعراء في هذا الصدد :
١- أعاتب ذا الـمودة من صديـق * إذا ما رابـني منه اجـتـنـاب.
٢- إذا ذهـب الـعـتاب فـلـيـس ود * ويـبقى الـود ما بقي العـتاب.
وحتى يكون العتاب إيجابياً ومُحققاً للأهداف التي يتطلع إليها كل فرد من أجل ديمومة العلاقات الودية مع الآخرين سواءً على المستوى الشخصي أو في محيط العمل لا بد وأن ينطلق هذا العتاب من أسس وآداب وأساليب فنية راقية نجملها فيما يلي :
١- عدم الإكثار في العتاب أو المبالغة فيه أو تضخيمه، فلقد دلت التجارب الواقعية على أن ممارسة العتاب على هذا النحو غالباً ما يؤدي بالشخص الذي نُعاتبه إلى الاشمئزاز والنفور أو يشطح به الفكر إلى حد الهجران والقطيعة، فكثرة العتاب كما قيل تورث البغضاء وتفرق الأحباب .
٢- التزام الهدوء والتعامل بالرفق واللين وعدم التعالي أو رفع الصوت على الشخص المُعاتب امتثالاً لقوله تعالى ( وقولوا للناس حُسناً ) وقوله أيضاً ( وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ).
٣- يُستحسن قبل البدء بالمُعاتبة الإشارة أولاً إلى إيجابيات من نُعاتبه لأجل تهيئته ، ومن ثم الانتقال إلى ذكر القصور أو السلبيات التي حدثت منه، ولكن دونما تقليل من شأنه أو مُعايرته نظير ما قـدمناه له من عـون أو مُساعدة في يوم من الأيام.
٤- إحسان الظن بمن نُعاتبه في حالة تغيبه عنا أو عدم تمكنه من تلبية مطالبنا، فلربما هو الآخر يمر بظروف خاصة أو صعبة لا نعلمها.
٥- أن يكون العتاب في الوقت والمكان المناسبين، وأن نُـشعر من نُعاتبه بأن معاتبتنا له هو من باب الحرص على ديمومة العلاقات الطيبة التي تربطنا به وليس العكس استخدام العبارات والألفاظ المحببة للنفس بدلاً من القاسية أو الجارحة التي من شأنها تترك في نفسية الشخص الذي تعاتبه أثراً سيئاً قد يستمر معه طوال حياته ٦- الابتعاد عن توجيه أي تهمة أو أي شيء يكرهه الشخص الذي نُعاتبه لكي لا يتحول هذا العتاب إلى مشاجرة أو نزاع ينتهي بما لا يُحمد عقباه .
يقول أكثم بن صفيي وهو ما نختم به مقالنا هذا: من تشدّق فرّق ومن تراخى تآلف ، والسرور في التغافل وغض النظر، فيما قال أحد الحكماء : من رضي من الناس بالمسامحة طال استمتاعه بهم.

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

رؤى

Connect with us

تواصل معنا

موقع قلم بار-رؤى تربوية تعليمية أدبية اجتماعية ثقافية

قلم بار-Copyright [2023-2024]@

Scroll to Top